المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكنديةLCCC/

نشرة الأخبار العربية ليوم 18 كانون الثاني/2021

اعداد الياس بجاني

  #elias_bejjani_news

في أسفل رابط النشرة على موقعنا الألكتروني

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasnews21/arabic. january18.21.htm

أرشيف نشرات أخبار موقعنا اليومية/عربية وانكليزية منذ العام 2006/اضغط هنا لدخول صفحة الأرشيف

 

اقسام النشرة

عناوين أقسام النشرة

عناوين الزوادة الإيمانية لليوم

حزن التلاميذ سيتحول إلى فرح/قال يسوع لتلاميذه:َ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلَامٌ. فِي ٱلْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ ٱلْعَالَمَ».

 

عناوين تعليقات الياس بجاني وخلفياتها

الياس بجاني: بالصوت والنص/من أرشيف عام 2014/قاضي السماء لن يرحم القتلة وإن تفلتوا من قضاة الأرض..اليوم بدأت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في مسار إحقاق الحق بعد تسع سنوات على تشكيلها

الياس بجاني/فيديو ونص عربي-إنكليزي: لا حل لكارثة الاحتلال الإيراني للبنان دون تدخل عسكري مباشر بإشراف مجلس الأمن الدولي/الياس بجاني/16 كانون الثاني/2021

Elias Bejjani/Video-Text A/E: No Solution In Lebanon Without A UN Military Intervention/Elias Bejjani/January 16/2021

الياس بجاني/فيديو ونص: حزب الله “كالخلد” لم يترك منطقة في لبنان إلا وحفر فيها أنفاق ومخازن أسلحة تحت الأرض/تقارير: الشويفات والناعمة وكل محيط الضاحية يعيش فوق قنابل موقوتة هي مخازن أسلحة وأنفاق

 

عناوين الأخبار اللبنانية

لبنان يسجّل 3654 إصابة جديدة بـ”كورونا” و40 وفاة

فيديو مقابلة من قناة الحدث مع وزير العدل السابق اللواء أشرف:  توهم إيران بإعادة امبراطوريتها دفعها لزرع ميليشياتها في المنطقة. لبنان عصي على إيران ومشروع الملالي فاشل ولن يتحقق

ريفي: هل يُعقل أن تموت الناس لحاجتها لمعدات طبية مخزّنة؟

نوفل ضو: أين وعود هؤلاء؟

قاسم قصير: على شيعة لبنان أن يتواضعوا بنقد ذاتي.. وأن يتلبننوا

“حزب الله” ينشر المخدرات في سورية و”النصرة” تنشط/أوضاع كارثية بمخيمات اللجوء وافتتاح معبر بين جيشي الأسد والأميركي

لبناني "مدافع عن المثليين" في فريق بايدن "لإعادة بناء أميركا"

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 17/1/2021

 

عناوين المتفرقات اللبنانية

لبنان يوقع اتفاقاً لشراء 2.1 مليون جرعة من لقاح «فايزر»

الراعي يدعو إلى المصالحة بين عون والحريري

المستشفيات امتلأت… صورة قاتمة لـ “كورونا”

مرضى «كورونا» في لبنان يتعالجون في مواقف السيارات في أولى بوادر انهيار النظام الصحي جراء الوباء

النهار: الكارثة تتعاظم تباعاً.. فمن يطلب الإنقاذ الخارجي؟

لبنان يشكو من استخدام شعار منتجاته على مواد إسرائيلية وتركية

لبنان على “التنفس الاصطناعي” ينتظر تنصيب بايدن!

الحكومة “في خبر كان”!

ما خلفيّات الحملة على الجيش؟

هذا هدف جولة الحريري العربيّة والدوليّة

 

عناوين الأخبار الدولية والإقليمية

فريق بايدن أبلغ إسرائيل ببدء التواصل مع إيران

ظريف مهاجماً الدول الأوروبية: لم تفعلوا شيئاً للحفاظ على الاتفاق النووي

بعد القصف الإسرائيلي... تحركات إيرانية «مريبة» قرب الحدود السورية ـ العراقية

الاتحاد الأوروبي يدعو إسرائيل إلى «تسهيل» إجراء الانتخابات الفلسطينية

«الجبهة الشعبية» تعلن عدم مشاركتها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية

العراق يبذل جهوداً حثيثة لضبط الحدود مع سوريا

الاستخبارات العراقية: ضبط صواريخ ومنصات إطلاقها في كركوك

العراق يعلن جاهزيته للخروج من قائمة «الدول الأكثر خطورة»/التحالف الدولي يزوده بأنظمة مراقبة لمكافحة الإرهاب

صعوبات «تطبيع» العلاقات التركية ـ الفرنسية رغم رسائل التهدئة

 

عناوين المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المبادرة الفرنسية في “الحجر السياسي”/محمد شقير/الشرق الأوسط

فضيحة في لبنان: الهبة القطرية “مخزّنة” والمستشفيات تعاني نقصاً في الأسرّة وأجهزة التنفّس/سعد الياس/القدس العربي

الدعوة لانتخابات مبكرة تصطدم بعوائق سياسية وقانونية/نذير رضا/الشرق الأوسط

باسيل يطيّر "الكوادر الوسطية" في "التيّار": تنظيم حديديّ؟/كريستال خوري/أساس ميديا

من فتح مطارنا لرحلات سورية... ولعقوبات "قيصر"؟/عماد الشدياق/أساس ميديا

معركة كسر عظم: وثيقة ضد ابتزاز عون وبري محايد/منير الربيع/المدن

نيترات الأمونيوم آخر تعابير «الساحة اللبنانيّة» ونظريّتها/حازم صاغية/الشرق الأوسط

معادلة عون الثابتة: أعطوني الرئاسة وخذوا لبنان/إيلي الحاج /أساس ميديا

حكومة جديدة أو الارتطام الكبير؟/رضوان السيد/أساس ميديا

لبنان والحل الأخير!/حسين شبكشي/الشرق الأوسط

البطيخ والطاعون/سمير عطا الله/الشرق الأوسط

أميركا: أمام عقلاء الجمهوريين فرصة لإنقاذ حزبهم/إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط

إيران ومعاداة العالم/د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط

 

عناوين المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

مكتب الحريري نفى علاقته بما نشر في واشنطن: نأسف لتحميل اسم الرئيس الشهيد أية إساءة للمملكة وقيادتها

الراعي تمنى على رئيس الجمهورية دعوة الحريري الى لقاء مصالحة

خلفيات الحملة الاعلامية ضد حزب الله

 

في أسفل تفاصيل النشرة الكاملة

الزوادة الإيمانية لليوم

حزن التلاميذ سيتحول إلى فرح/قال يسوع لتلاميذه:َ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلَامٌ. فِي ٱلْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ ٱلْعَالَمَ».

يوحنا/16/من17حتى33: فَقَالَ قَوْمٌ مِنْ تَلَامِيذِهِ، بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «مَا هُوَ هَذَا ٱلَّذِي يَقُولُهُ لَنَا: بَعْدَ قَلِيلٍ لَا تُبْصِرُونَنِي، ثُمَّ بَعْدَ قَلِيلٍ أَيْضًا تَرَوْنَنِي، وَلِأَنِّي ذَاهِبٌ إِلَى ٱلْآبِ؟».  فَقَالُوا: «مَا هُوَ هَذَا ٱلْقَلِيلُ ٱلَّذِي يَقُولُ عَنْهُ؟ لَسْنَا نَعْلَمُ بِمَاذَا يَتَكَلَّمُ!». فَعَلِمَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ كَانُوا يُرِيدُونَ أَنْ يَسْأَلُوهُ، فَقَالَ لَهُمْ: «أَعَنْ هَذَا تَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَكُمْ، لِأَنِّي قُلْتُ: بَعْدَ قَلِيلٍ لَا تُبْصِرُونَنِي، ثُمَّ بَعْدَ قَلِيلٍ أَيْضًا تَرَوْنَنِي  اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ سَتَبْكُونَ وَتَنُوحُونَ وَٱلْعَالَمُ يَفْرَحُ. أَنْتُمْ سَتَحْزَنُونَ، وَلَكِنَّ حُزْنَكُمْ يَتَحَوَّلُ إِلَى فَرَحٍ. اَلْمَرْأَةُ وَهِيَ تَلِدُ تَحْزَنُ لِأَنَّ سَاعَتَهَا قَدْ جَاءَتْ، وَلَكِنْ مَتَى وَلَدَتِ ٱلطِّفْلَ لَا تَعُودُ تَذْكُرُ ٱلشِّدَّةَ لِسَبَبِ ٱلْفَرَحِ، لِأَنَّهُ قَدْ وُلِدَ إِنْسَانٌ فِي ٱلْعَالَمِ. فَأَنْتُمْ كَذَلِكَ، عِنْدَكُمُ ٱلْآنَ حُزْنٌ. وَلَكِنِّي سَأَرَاكُمْ أَيْضًا فَتَفْرَحُ قُلُوبُكُمْ، وَلَا يَنْزِعُ أَحَدٌ فَرَحَكُمْ مِنْكُمْ  وَفِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ لَا تَسْأَلُونَنِي شَيْئًا. اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَا طَلَبْتُمْ مِنَ ٱلْآبِ بِٱسْمِي يُعْطِيكُمْ. إِلَى ٱلْآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِٱسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلًا. «قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا بِأَمْثَالٍ، وَلَكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ حِينَ لَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضًا بِأَمْثَالٍ، بَلْ أُخْبِرُكُمْ عَنِ ٱلْآبِ عَلَانِيَةً. فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ تَطْلُبُونَ بِٱسْمِي. وَلَسْتُ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي أَنَا أَسْأَلُ ٱلْآبَ مِنْ أَجْلِكُمْ،  لِأَنَّ ٱلْآبَ نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ، لِأَنَّكُمْ قَدْ أَحْبَبْتُمُونِي، وَآمَنْتُمْ أَنِّي مِنْ عِنْدِ ٱللهِ خَرَجْتُ. خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ ٱلْآبِ، وَقَدْ أَتَيْتُ إِلَى ٱلْعَالَمِ، وَأَيْضًا أَتْرُكُ ٱلْعَالَمَ وَأَذْهَبُ إِلَى ٱلْآبِ». قَالَ لَهُ تَلَامِيذُهُ: «هُوَذَا ٱلْآنَ تَتَكَلَّمُ عَلَانِيَةً وَلَسْتَ تَقُولُ مَثَلًا وَاحِدًا. اَلْآنَ نَعْلَمُ أَنَّكَ عَالِمٌ بِكُلِّ شَيْءٍ، وَلَسْتَ تَحْتَاجُ أَنْ يَسْأَلَكَ أَحَدٌ. لِهَذَا نُؤْمِنُ أَنَّكَ مِنَ ٱللهِ خَرَجْتَ».  أَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَلآنَ تُؤْمِنُونَ؟  هُوَذَا تَأْتِي سَاعَةٌ، وَقَدْ أَتَتِ ٱلْآنَ، تَتَفَرَّقُونَ فِيهَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَاصَّتِهِ، وَتَتْرُكُونَنِي وَحْدِي. وَأَنَا لَسْتُ وَحْدِي لِأَنَّ ٱلْآبَ مَعِي. قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلَامٌ. فِي ٱلْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلَكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ ٱلْعَالَمَ»

.

تفاصيل تعليقات الياس بجاني خلفياته وتغريدات متفرقة

الياس بجاني: بالصوت والنص/من أرشيف عام 2014/قاضي السماء لن يرحم القتلة وإن تفلتوا من قضاة الأرض..اليوم بدأت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في مسار إحقاق الحق بعد تسع سنوات على تشكيلها

الياس بجاني/ 17 كانون الثاني/2014

http://eliasbejjaninews.com/archives/95000/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%b1%d8%b4%d9%8a%d9%81-%d8%b9%d8%a7%d9%85-2014-%d9%82%d8%a7%d8%b6%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d9%84/

الياس بجاني/بالصوت/فورماتWMA/قاضي السماء لن يرحم القتلة وإن تفلتوا من قضاة الأرض…اليوم بدأت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في مسار إحقاق الحق بعد تسع سنوات على تشكيلها/17 كانون الثاني/2014/اضغط هنا للإستماع للتعليق

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasaudio20/elias stl16.1.14.wma

الياس بجاني/بالصوت/فورماتMP3/قاضي السماء لن يرحم القتلة وإن تفلتوا من قضاة الأرض…اليوم بدأت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في مسار إحقاق الحق بعد تسع سنوات على تشكيلها/17 كانون الثاني/2014/اضغط هنا للإستماع للتعليق

http://data.eliasbejjaninews.com/eliasaudio20/elias stl16.1.14.mp3

 

الياس بجاني/من أرشيف عام 2014/قاضي السماء لن يرحم القتلة وإن تفلتوا من قضاة الأرض..اليوم بدأت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في مسار إحقاق الحق بعد تسع سنوات على تشكيلها

الياس بجاني/ 17 كانون الثاني/2014

http://eliasbejjaninews.com/archives/95000/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%85%d9%86-%d8%a3%d8%b1%d8%b4%d9%8a%d9%81-%d8%b9%d8%a7%d9%85-2014-%d9%82%d8%a7%d8%b6%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%85%d8%a7%d8%a1-%d9%84/

الصحيح والمؤكد هو أن الله سبحانه وتعالى يمهل، لكنه لا يهمل، ومَن مِن المجرمين والقتلة يتفلت من العقاب على الأرض ولا ينال القصاص العادل من قضاتها وقضائها لأي سبب كان، فإنه بالتأكيد لن يتمكن من التفلت من عقاب قاضي السماء يوم الحساب الأخير حيث نار جهنم التي لا تنطفئ ودودها الذي لا يهدأ وعذابها الأبدي هو بانتظاره، وحيث هناك يكون البكاء وصريف الأسنان.

ونعم لا صوت يعلو فوق صوت العدالة مهما توهم المجرم أنه قوي ومقتدر وفوق الحساب.

في هذا السياق بدأت اليوم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في مسار إحقاق الحق بعد تسع سنوات على تشكيلها وأربعين سنة تقريبا من جرائم الاغتيال السياسي الممنهج السوري-الإيراني التي طالت قيادات لبنانية رسمية ودينية وأكاديمية وإعلامية وسياسية وعسكرية وذهبت أيضاً بأرواح المئات من المواطنين الأبرياء.

اليوم انطلق زمن العدالة فعلياً مع مطرقة رئيس المحكمة الدولية الخاصة في لبنان إيذاناً ببدء مرحلة جديدة لن يعود فيها القاتل المجهول – المعلوم الذي هو محور الشر الإيراني-السوري بكل أدواته العسكرية والإرهابية وفي مقدمهم حزب الله، لن يعود حراً طليق اليد.

هذا المحور الهمجي والبربري والشيطاني الذي يحتل لبنان ويعيث به وبأهله وأمنه فساداً وإجراماً وفوضى لا يحترم قيمة الإنسان لا في أوطانه ولا في أي بلد آخر وقد سفك الدماء وأراقها في العشرات من الدول وهو مستمر في ارتكاباته بفجور وعهر غير مسبوقين.

في لبناننا الحبيب المحتل اغتال هذا المحور كوكبة كبيرة من أحرارنا وقادتنا ورجال أدياننا ومفكرينا وهو متوهم أنه باق بغيه وأوهامه وأحلامه دون حساب أو عقاب، غير أن زمن فرض العدالة عليه قد بدأ ولن يتوقف.

من المهم بمكان أن لا يغيب عن بالنا ولو للحظة أنه ما كان بإمكان هذا المحور الشيطاني المجرد من كل ما هو أحاسيس انسانية والذي لا يخاف الله، ما كان بإمكانه ممارسة ارتكاباته واغتيالاته وإرهابه لولا عمالة وخساسة وترابية زعماء وسياسيين ورجال أديان من أهلنا هم عملياً وواقعياً تجار هيكل يتاجرون بدماء ولقمة عيش وأمن المواطن اللبناني.

هؤلاء المرتزقة والطرواديين من قادتنا والسياسيين ورجال الأديان والرسميين يتحملون مسؤولية كل ارتكابات محور الشر ويجب اعتقالهم ومحاكمتهم تماماً كما يحاكم قتلة الرئيس الحريري في لاهي، وهم بالتأكيد سيحاكمون ويدانون إن لم يكن على هذه الأرض الفانية ففي يوم الحساب الأخير حيث يقول لهم قاضي السماء اغربوا عن وجهي ويقذف بهم إلى جهنم ونارها.

من هنا، إحقاقاً للحق، ورحمة بلبنان وباللبنانيين، وكرمى لدماء الشهداء، فإن من يشارك في لبنان من السياسيين وقادة الأحزاب والناشطين ورجال الأديان هؤلاء القتلة والإرهابيين في حكومة واحدة ويغطي إجرامهم ويشرعنها مقابل جنون السلطة وعبادة تراب الأرض هو مجرم وقاتل أيضاً ومعاد لوطن الأرز ولكرامة وعزة اللبنانيين، كل اللبنانيين.

إنه من واجب كل لبناني لأي مذهب انتمى ويخاف الله ويوم الحساب ولا يخاف من الشهادة للحق ويرفض الذل والهوان والعبودية أن يرذل ويتخلى عن كل سياسي لبناني يؤيد رموز محور الشر الإيراني-السوري وأحزابه وميليشياته ومرتزقته وأبواقه وصنوجه ويتحالف معهم ويستقوى بهم مقابل ثلاثين من الفضة.

إن مركبات الخوف وقبول الذل وعدم الشهادة للحق هم اقصر الطرق إلى العبودية، وقد جاء في الكتاب المقدس:

“لا تخافوهم. فما من مستور إلا سينكشف، ولا من خفي إلا سيظهر” (متى10/26).

أما الآن، فمن عنده مال فليأخذه، أو كيس فليحمله. ومن لا سيف عنده، فليبع ثوبه ويشتري واحداًً”. (لوقا22/36)

ومع النبي اشعيا (33/01 ) نرفع الصوت هاتفين: ” ويل لك أيها المخرب وأنت لم تخرب، وأيها الناهب ولم ينهبوك. حين تنتهي من التخريب تخرب، وحين تفرغ من النهب ينهبونك”.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الياس بجاني/فيديو ونص عربي-إنكليزي: لا حل لكارثة الاحتلال الإيراني للبنان دون تدخل عسكري مباشر بإشراف مجلس الأمن الدولي/الياس بجاني/16 كانون الثاني/2021

Elias Bejjani/Video-Text A/E: No Solution In Lebanon Without A UN Military Intervention/Elias Bejjani/January 16/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/94971/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a-%d8%a5%d9%86%d9%83%d9%84%d9%8a%d8%b2%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%ad/

لا حل لكارثة الاحتلال الإيراني للبنان دون تدخل عسكري مباشر بإشراف مجلس الأمن الدولي

الياس بجاني/16 كانون الثاني/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/94964/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-946/

 بات واضحاً وجلياً بأن معظم اللبنانيين الأحرار والوطنيين والسياديين والشرفاء وخاصة أولئك الذين يعيشون في بلاد الانتشار ونحن منهم يؤمنون جميعًا بقوة أنه لم تعد توجد أي طريقة أو أي أمل ولو طفيف في أن يكون اللبنانيون وحدهم قادرين على إنقاذ بلدهم من رجس الاحتلال الإيراني المتمثل بحزب الله ومن  اسخريوتية ربع الحكام والسياسيين الطرواديين الذين هم عملياً مافيا تحكم لبنان نيابة عن ميليشيا حزب الله وتغطي احتلاله وتزور إرادة الشعب وتتخلى عن كل ما هو سيادة وهوية واستقلال وقرار حر مقابل منافع ذاتية مالية وسلطوية.

لقد وصل البلد إلى مرحلة الفوضى التي جعلت اللبنانيين عاجزين وغير قادرين على فعل أي شيء، إلا أن يغادروا إذا كان هذا الخيار متاحاً لهم.

عملياً، يتم اختطاف لبنان واللبنانيين على يد وكيل الإرهاب الإيراني المسلح، حزب الله، بالقوة، والترهيب، والقتل، والقمع، وبواسطة جميع أنواع الوسائل الشريرة الهمجية والوحشية.

وفي الوقت نفسه، فإن جميع المسؤولين من الحكام، والطبقة السياسية من أعلى الهرم إلى أسفله ، ولاسيما رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي ومجلس الوزراء وكذلك الأغلبية البرلمانية، هم مجرد دمى ومرتزقة وأحصنة طروادية.

فإن مخطط المحتل الإيراني الشيطاني يعمل على بشكل منهجي على تدمير كل شيء.

إن كارثة لبنان الحالية هي زواج ابليسي بين الميليشيا الإيرانية المسلحة والإرهابية التي هي حزب الله ، وبين المافيا الإجرامية والتي هي الطبقة الحاكمة والسياسية دون استثناء واحد.

وفي سياق هذا التدمير الممنهج فإن الفساد والفوضى والجرائم بكافة أنواعها تغزو البلاد على كل المستويات وفي كل المجالات في القطاعين العام والخاص.

فالبنوك العاجزة عن القيام بدورها تحتفظ بودائع الناس وأموالهم وتفقرهم، بينما يرى غالبية الخبراء الماليين أنها كلها تتجه نحو الإفلاس في القريب العاجل.

وبالتالي فلا سبيل إلى أن يحرر اللبنانيون بلدهم المخطوف والمأخوذ رهينة من قبل جيش إيران الذي هو حزب الله دون مساعدة عسكرية إقليمية ودولية جادة وقوية من خلال جمعية الأمم المتحدة.

من هنا فإن نافذة المساعدة الوحيدة التي يأمل اللبنانيون أن يروها هي إعلان الأمم المتحدة رسمياً بأن لبنان دولة مارقة وفاشلة ووضعه تحت البند السابع ومن ثم يتم تدخل عسكري كبير وفاعل تحت هذا البند لإنقاذ لبنان الرهينة والمخطوف والمحتل.

في الخلاصة، لا أمل يرجى من الطبقة السياسية اللبنانية الفاسدة والمفسدة والمافياوية، ولا مجال لتحرير لبنان والخلاص من احتلال حزب الله دون تدخل عسكري عاجل من قبل الأمم المتحدة وإعلان لبنان دولة مارقة وفاشلة.

*الكاتب ناشط لبناني اغترابي

رابط موقع الكاتب الألكتروني

http://www.eliasbejjaninews.com

*عنوان الكاتب الألكتروني

phoenicia@hotmail.com

 

الياس بجاني/فيديو ونص: حزب الله “كالخلد” لم يترك منطقة في لبنان إلا وحفر فيها أنفاق ومخازن أسلحة تحت الأرض/تقارير: الشويفات والناعمة وكل محيط الضاحية يعيش فوق قنابل موقوتة هي مخازن أسلحة وأنفاق

الياس بجاني/13 كانون الثاني/2021

#انفاق_حزب_الله

حزب الله مثل “الخلد” وهو حفر الأنفاق ومخازن الأسلحة تحت الأرض في كل المناطق اللبنانية وخصوصاً في محيط عاصمة دويلته..”الضاحية الجنوبية” وتصل الأنفاق هذه إلى بلدة الشويفات والمطار حيث يتم ادخال الأسلحة والبضائع عبرها وذلك بمعرفة القوى الأمنية “المخصية”.

كما أنه وكما كانت تقارير سابقة أفادت فهو حفر أنفاق توصله إلى بلدات شوفية كثيرة سكانها من غير بيئته، ونفس الأمر هو قائم في بلدات عديدة في قضاءعاليه. أما في الجنوب فحدث ولا حرج وهو هناك لم يترك مستشفى أو حسينية أو مدرسة أو مؤسسة حكومية ولم يحفر تحتها أنفاق ومخازن اسلحة مما يهدد سلامة وآمن سكان الجنوب الموضوعين من قبل حزب الله فوق براميل من البارود والقنابل والصواريخ.

http://eliasbejjaninews.com/archives/89447/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d8%ad%d8%b2%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%84%d9%87-%d9%83%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%84%d8%af-%d9%84%d9%85-%d9%8a%d8%aa%d8%b1%d9%83-%d9%85%d9%86/

 

نطلب من الأصدقاء ومن المتابعين أن يشتركوا في صفحتي الجديدة على اليوتيوب. الخطوات اللازمة هي الضغط على هذا  الرابط https://www.youtube.com/channel/UCAOOSioLh1GE3C1hp63Camw لدخول الصفحة ومن ثم الضغط على مفردة SUBSCRIBE في اعلى على يمين الصفحة للإشترك. Please subscribe to My new page on the youtube. click on the link o enter the page and then click on the word SUBSCRIBE on the right at the page top

 

تفاصيل الأخبار اللبنانية

لبنان يسجّل 3654 إصابة جديدة بـ”كورونا” و40 وفاة

وطنية/17 كانون الثاني/2021

أعلنت وزارة الصحة العامة تسجيل 3654 إصابة جديدة بفيروس “كورونا” في لبنان، ما يرفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 252812.

كما أفادت عن تسجيل 40 حالة وفاة جديدة ترفع الحصيلة الإجمالية للوفيات إلى 1865.

 

فيديو مقابلة من قناة الحدث مع وزير العدل السابق اللواء أشرف:  توهم إيران بإعادة امبراطوريتها دفعها لزرع ميليشياتها في المنطقة. لبنان عصي على إيران ومشروع الملالي فاشل ولن يتحقق

https://www.youtube.com/watch?v=4aGm_guw59U

قلق كبير بعد نشر قناة المنار صور لنصرالله وسليماني وهم يبحثون خريطة الشرق الأوسط.

 

ريفي: هل يُعقل أن تموت الناس لحاجتها لمعدات طبية مخزّنة؟

المركزية/17 كانون الثاني/2021

غرد الوزير الأسبق اللواء أشرف ريفي عبر تويتر كاتبا: في هذا الظرف الصعب ننبّه الى ضرورة المساواة في التعامل الطبي بين مختلف الأعمار وخصوصاً أهلنا المسنّين، فهؤلاء أمانة في أعناقنا وهذه هي تربيتنا وأخلاقياتنا". وأضاف: "نحيي الأطباء والمسعفين والصليب والهلال الأحمر وجميع المتطوعين الأبطال".

وفي تغريدة ثانية أضاف: أن يصل لبنان الذي كان مستشفى الشرق إلى انهيار نظامه الطبي، فهذا إحدى نتائج السلطة الفاشلة. هل تعلم وزارة الصحة أن مصابي الكورونا يبحثون أياماً عن سريرٍ شاغر؟ كنا نخشى النموذج الإيطالي، فإذا بسوء إدارتكم جعلَت من النموذج اللبناني الأسوأ في العالم. وختم: هل يُعقل أن تُخزَّن المعدات الطبية في المستودعات والناس تموت لحاجتها إليها؟ هل يُعقل أن نختلف على أمكنة المستشفيات الميدانية ونكون بأشد الحاجة إليها؟ إرحلوا عن هذا الوطن، أنتم أخطر أنواع البلاء.

 

نوفل ضو: أين وعود هؤلاء؟

المركزية/17 كانون الثاني/2021

غرد منسق "التجمع من أجل السيادة" نوفل ضو عبر حسابه على "تويتر" وكتب: استغلال مآسي اللبنانيين للكذب وتحقيق مكاسب سياسية وادعاء انجازات وهمية جريمة! في بداية ازمة كورونا شاهدنا انتهازيين ادعوا انهم سيصنعون اجهزة التنفس الاصطناعي، وشاهدنا مناورة لالوف الطواقم الطبية لحزب الله والسيارات والمعدات ومراكز الحجر والتطبيب لمواجهة كورونا. أين وعود هؤلاء؟

 

قاسم قصير: على شيعة لبنان أن يتواضعوا بنقد ذاتي.. وأن يتلبننوا

اساس ميديا/- الأحد 17 كانون الثاني 2021

اعتبر الزميل قاسم قصير في إطلالة له عبر برنامج "90 دقيقة" على قناة الـ"NBN" أنّه "على حزب الله أن يحلّ مشكلتين، الأولى هي علاقته مع إيران، إذ عليه أن يتحوّل إلى حزب لبناني ولا يمكن أن يستمر بالقول (أنا بأمر الولي الفقيه). أما الأمر الثاني فهو موضوع المقاومة، إذ لا يستطيع الحزب أن يستمرّ لوحده مقاوماً، بل يجب أن يكون جزءاً من استراتيجية دفاعية وطنية". ودعا "الشيعة إلى أن يندمجوا في أوطانهم كما دعاهم الإمام محمد مهدي شمس الدين، ففكرة أن يكون هناك دور شيعي أكبر من دور البلد لم تعد تنفع. وآن الأوان لحزب الله أن يعود إلى لبنان". وأوضح قصير أنّ "البروباغندا التي رافقت الذكرى السنوية لاغتيال قائد الحرس الثوري قاسم سليماني لم تكن ضرورية، بل هي تعويض وتعبئة بدل الردّ على اغتياله، واستنفرت اللبنانيين الآخرين".

توضيح من الزميل قاسم قصير:

لا يزال الكلام الذي قلته في حوار تلفزيوني على قناة "NBN" قبل أكثر من عشرة أيام حول الحزب ودوره وعلاقته بالجمهورية الإسلامية ودور الشيعة في لبنان والمنطقة ومستقبل المقاومة والإستراتيجية الدفاعية مثار جدل واهتمام من قبل الكثيرين، البعض بحسن نية والبعض بسوء نية وهناك من يسعى لاستغلال ذلك لإثارة نقاشات وسجالات غير مفيدة وغير دقيقة. أنا لست حزبياً وليس لي أي دور أو مسؤولية في أي موقع. أنا مجرد كاتب أو صحافي أو صاحب وجهة نظر متواضعة وباحث جامعي أعمل من أجل نشر الحوار. ومعالجة المشكلات والسعي لحماية لبنان وكل العالم العربي والإسلامي وأنا كنت ولا زلت مع المقاومة في لبنان وفلسطين وضدّ كل محتل وانا مع كل انسان مظلوم ومضطهد وانا لا أسعى لا من أجل إثارة إعلامية أو سياسية أو حزبية. وما أتمناه لمن يريد أن يناقش الآراء بهدوء وحرصاً على مصلحة وطننا جميعاً وأن نكون جميعاً جنوداً من أجل وحدة وطننا ومن أجل حمايته من كل معتدي.

وأنا مسيرتي معروفة منذ أكثر من أربعين عاماً وعملت ولا أزال أعمل ضمن قناعتي وحريتي والله على ما أقول شهيد.

 

“حزب الله” ينشر المخدرات في سورية و”النصرة” تنشط/أوضاع كارثية بمخيمات اللجوء وافتتاح معبر بين جيشي الأسد والأميركي

دمشق – وكالات/17 كانون الثاني/2021

 شن مسلحو “جبهة النصرة”، 21 هجوماً في منطقة وقف التصعيد بمحافظة إدلب، فيما يعمل “حزب الله” اللبناني على نشر المخدرات في أماكن تمركزه في سورية. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن مجموعات عسكرية موالية لـ “حزب الله” هي المسؤولة عن انتشار الحشيش والحبوب المخدرة بكثافة في المناطق السورية، متحدثاً عن مداهمة الروس أحد المستودعات. وذكر، أن “سورية تحولت إلى مملكة للحزب، يروج فيها المخدرات بين الشباب، ليزيد تحكمه بزمام الأمور في دمشق، لتبقى ورقة بين أوراقه السياسية، إلى حين الحاجة إليها”. وأضاف، إن “الحشيش والحبوب المخدرة باتت منتشرة في شوارع دمشق وريفها، وجميع المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري”، مشيراً إلى أن المواد المخدرة تدخل من لبنان عبر المعابر غير الرسمية التي يسيطر عليها الحزب في ريف دمشق، كمنطقة سرغايا الحدودية مع لبنان وعسال الورد. من ناحية ثانية، أعلن المركز الروسي للمصالحة في سوري، في بيان، ليل أول من أمس،، أن مسلحي “جبهة النصرة” الإرهابية، شنوا 21 هجوما في منطقة وقف التصعيد بإدلب. وقال نائب رئيس المركز الفريق أول فياتشيسلاف سيتنيك، إنه “تم تسجيل 21 هجوما من مواقع جبهة النصرة، في منطقة وقف التصعيد بإدلب، منها 14 هجوماً أبلغ عنها النظام السوري، وثلاثة في حلب، ونسعة في إدلب، وأ بعة في اللاذقية، بالإضافة إلى خمسة في حماة”. وفي ريف حلب، انفجرت عبوة ناسفة مزروعة في سيارة لبيع الخبز في بلدة سجو، الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة على الحدود السورية – التركية. واشار مصدر طبي في مدينة عزاز، إلى إصابة ثمانية أشخاص على الأقل، بينهم ثلاثة في حالة حرجة، جراء الانفجار، فيما قال مصدر أمني، إن الانفجار أدى إلى أضرار كبيرة بالمحال التجارية والمنازل والآليات. في غضون ذلك، افتتح معبر الصالحية البري، الذي يربط مناطق سيطرة النظام السوري في شمال دير الزور ومناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش الأميركي في منطقة الجزيرة، وذلك بالتنسيق مع مركز المصالحة الروسي في المنطقة. وتأتي أهمية المعبر كونه الوحيد الذي يصل بين محافظتي دير الزور والحسكة، وقد أعيد افتتاحه أمس، اليوم بعد إغلاق دام نحو العام “بحجة انتشار فيروس كورونا”.على صعيد آخر، أغرقت الأمطار خيام اللاجئين في الشمال السوري، حيث انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي نقلاً عن مسؤول أممي، يظهر منطقة من شمال إدلب، أطفالاً يحاولون رد المياه عن الخيام الغارقة وسط الطين والوحل، وذلك في وقت دمرت فيه الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة خيمهم، ما جعلهم مشردين في العراء. وطالب لاجئون من تلك المنطقة المنظمات الدولية لمساعدتهم وإغاثتهم. من جانبه، ذكر “المرصد”، أن سكان مخيمات حربنوش وتجمع الفردوس والشيخ بحر بريف إدلب، قد أطلقوا نداء استغاثة إلى المنظمات الإنسانية والإغاثية، بعد أن أغرقت السيول عدداً من خيامهم، وألحقت الضرر بالعديد منها، وتشرد سكانها، ما جعل الوضع في هذه المخيمات كارثياً.

 

لبناني "مدافع عن المثليين" في فريق بايدن "لإعادة بناء أميركا"

أساس ميديا/الإثنين 18 كانون الثاني 2021

كان يُدرك الأميركي من أصل أرمني لبناني "آيك أرمان هاجينازريان" أنّه سيكون أحد أعضاء فريق الرئيس الأميركي المُنتَخَب جو بايدن ونائبته كاملا هاريس في البيت الأبيض بعد كلّ التّفاني الذي قدّمه في الحملة الانتخابية لمرشّحيّ الحزب الدّيمقراطي، كسكرتير إعلامي للحملة في مناطق غرب ولاية بنسلفانيا بشكل أساسي، وفي ولايات نيفادا، نيوهامبشير، تكساس وأوهايو. "آيك"، ابن الـ26 عامًا، مولود في ولاية أوهايو، وَجَدَ في الحزب الدّيمقراطي ملاذًا آمنًا بعد العنصريّة التي زادت مع تولّي ترامب الإدارة في السّنوات الـ4 الماضية. وجد فيه أيضًا مدخلًا ليكون ضمن الفريق الرئاسي في البيت الأبيض كمديرٍ للاتصالات الإقليميّة بعد اختياره من قبل الثنائي بايدن – هاريس، والذي يتضمّن عمله المساعدة على تطوير وتعزيز أجندة الرئيس، وقيادة حملته الإعلامية. كما والعمل على الخطابات السياسية الرئيسية مثل الخطاب الافتتاحي وخطاب حالة الاتحاد. اللبناني – الأرمني الذي سيزاول عمله في الجناح الغربي للبيت الأبيض، مُتَخرّج من جامعة إنديانا ودرس في كليّة الدراسات العليا للإدارة السياسية في جامعة جورج واشنطن. مثليّ الجنس ومُدافعٌ شرس عن المثليين، ومؤيّد لأقصى الحدود لبايدن، وفي جولة قصيرة على صفحته على موقع تويتر نُشاهد كيف تنقّل "هاجينازريان" برحلات مكوكيّة بين الولايات الأميركية دعمًا لوصول بايدن، ونلحظ أفكاره اليساريّة المُؤيّدة للمهاجرين والأقليات العرقيّة والمثليين. ورُغم حداثة سنّه، إلّا أنّ الشّاب الطّامح عمل قبل دخوله في حملة بايدن كمساعد إعلامي للسيناتور جو دونلي من ولاية إنديانا، وبعدها بات نائبَ السّكرتير الصحافي في لجنة الأمن الداخلي بمجلس النّوّاب الأميركي. مثليّ الجنس ومُدافعٌ شرس عن المثليين، ومؤيّد لأقصى الحدود لبايدن، وفي جولة قصيرة على صفحته على موقع تويتر نُشاهد كيف تنقّل "هاجينازريان" برحلات مكوكيّة بين الولايات الأميركية دعمًا لوصول بايدن، ونلحظ أفكاره اليساريّة المُؤيّدة للمهاجرين والأقليات العرقيّة والمثليين وتزامنًا مع التعيينات التي أقرّها بايدن وهاريس لأكثر من 215 شخصًا في البيت الأبيض من ضمنهم هاجينازاريان، قال الرئيس الأميركي المُنتَخَب: "في وقت تواجه فيه العائلات الأميركيّة العديد من التحديات، سيعزّز هؤلاء المعيّنون قدرة إدارتنا على نقل المعلومات إلى الشعب الأميركي وسيساهمون ضمن فريقنا لإعادة بناء دولتنا بشكل أفضل". أمّا نائبته هاريس، فاعتبرت أنّ هذه التعيينات "ستساعد على الوفاء بالتزام الإدارة الأميركيّة الجديدة في احتواء وباء COVID-19، وتطوير اقتصاد يعمل لصالح العُمّال، وإعادة بناء الولايات المُتحدّة بطريقة ترفع مستوى جميع الأميركيين. أنا فخورة بخدمة الشعب الأميركي إلى جانبهم في البيت الأبيض". لا بد من الإشارة إلى أنّ مواقع التواصل الأرمنية في العالم ضجّت بنبأ تعيين آيك ونشرت صوره مع الرئيس المنتخب، فخورة به ومؤيدة لبايدن. وصديقة مقرّبة منه تقول إنّه "الشخص الوحيد الذي أعرفه ويضع 30 قطعة سكر في قهوته، والشخص المفضّل لدي لاختيار أكسسوارات الساعة المتغيّرة دائماً". آخر تغريدة له عن والديه في اليوم الأوّل من العام 2021 قال فيها: "عيد زواج سعيد بعد 32 عاماً لطيور حب ليلة رأس السنة، ولأفضل أهل يتمناهم أيّ شاب". والده "ملكون" هو طبيب أمراض داخلية في أوهايو، ووالدته "سيران"، دكتورة وأستاذة مساعدة في جامعة كليفلاند للطب.

 

مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 17/1/2021

وطنية/الأحد 17 كانون الثاني 2021

* مقدمة نشرة أخبار "تلفزيون لبنان"

عداد الإصابات في لبنان تخطى الستة آلاف، وقد يصل الاسبوع المقبل الى عشرة، وفق مصادر طبية متابعة، مع ازدياد عدد الوفيات اليومي ليتخطى الأربعين وفاة في اليوم الواحد، فهل نحن مقبلون على سيناريو أسوأ من السيناريو الايطالي؟.

كل المؤشرات الصحية حتى الساعة لا تبشر بالخير، فنقيب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون أوضح أن "المشهد الوبائي كارثي في لبنان، وهو يعكس جزءا من الواقع وليس كله"، معتبرا أن المشهد الحقيقي أسوأ بعد، وهذا ما أكده أيضا مدير المستشفى الحكومي فراس الابيض، وتحديدا في كل من مستشفيات بيروت وجبل لبنان والنبطية.

في المقابل برزت الانتقادات الكثيفة التي غصت بها مواقع التواصل الاجتماعي، والتي استهجنت حجر ماكنات الأوكسيجين في المدينة الرياضية.

أما الخلاص الوحيد للحد من انتشار وباء كورونا فيكمن في الالتزام الكامل بإجراءات الإقفال، رأفة بالأحبة وبالطواقم الطبية التي فاق عدد الإصابات من قدرتها الاستيعابية، بانتظار نتيجة الإقفال المحكم، الذي سيساهم حتما بالحد من ارتفاع أعداد الإصابات خلال الأسابيع المقبلة، وفي انتظار اللقاح الموعود.

هذا وبائيا، أما في السياسة فقد برز اليوم موقف البطريرك الراعي الذي تمنى على رئيس الجمهورية المبادرة بدعوة الحريري للقاء مصالحة، ف- "حالة البلاد لا تبرر أي تأخير بتشكيل الحكومة".

في هذا الوقت أعلن المكتب الإعلامي لوزير الصحة العامة في بيان، أن الوزير حمد حسن وقع صباح اليوم العقد النهائي مع شركة "فايرز"، لتأمين أكثر من مليوني ومئة ألف لقاح تصل تدريجا بدءا من بداية شهر شباط. ولفت المكتب الى أن هذا العقد يضاف الى الاتفاقية الموقعة في شهر تشرين الاول الماضي، مع منصة "كوفاكس" العالمية التي ترعاها منظمة الصحة العالمية، لتأمين مليونين وسبعمئة ألف لقاح من شركات عالمية متعددة، ستصل تباعا الى لبنان.

وأكد أن وزارة الصحة العامة بالتعاون مع القطاع الخاص، في صدد تأمين مليوني لقاح من شركتي Astrazeneca و Sinopharm، بدءا من شهر شباط المقبل.

وقبل الدخول في التفاصيل، نشير الى أن وزارة الصحة أعلنت عن تسجيل 40 حالة وفاة، و3645 إصابة جديدة بكورونا في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أن بي أن"

لم تطرأ عناصر جديدة على المشهد الكوروني، إذ ظلت مظاهره الكارثية تضغط على اللبنانيين، الذين لم يكن ينقصهم إلا ظهور سلالة جديدة من الفيروس الفتاك.

ومع الإرتفاعات المضطردة للإصابات والوفيات يوما بعد يوم، تترسخ المظاهر المأساوية للمرضى أمام المستشفيات، التي (فولت) فتحولت مرائبها المخصصة للسيارات إلى أمكنة لمعالجتهم، وعليه ثمة خشية من إنهيار متزايد للواقع الإستشفائي.

أما الجسم الطبي والتمريضي المنهك فحدث ولا حرج ... ناهيك عن النقص الفاضح في الأجهزة الطبية، وخصوصا تلك الخاصة بالتنفس.

وفي مبادرة طيبة يقف خلفها الرئيس نبيه بري، اتخذ قرار بتشغيل المستشفى الميداني القطري في بيروت، بعد نقله من صور، وذلك بمسعى من رئيس المجلس النيابي وتنسيقٍ مع وزارة الصحة، وستتولى جامعة البلمند تشغيل المستشفى.

هذه المبادرة سبقتها مبادرة مجلس النواب إلى إقرار قانون الإستخدام الطارئ للقاحات، الذي عبر سريعا إلى الجريدة الرسمية ليصبح نافذا، وليعبد الطريق أمام استيراد اللقاحات أيا يكن مصدرها، علما بأن طلائعها السباقة يفترض أن تصل في النصف الأول من الشهر المقبل.

حكوميا لا شيء جديدا باستثناء موقف للبطريرك الماروني بشارة الراعي، وعظ فيه رئيس الجمهورية ميشال عون بالمبادرة إلى دعوة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى اللقاء، محذرا من أن حال البلاد والشعب لا تبرر أي تأخير في تشكيل الحكومة. فهل يأخذ عون بموعظة الراعي، عندما يعود الحريري من الخارج خلال الساعات المقبلة؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "المنار"

انقسام حاد أحدثه كورونا في المجتمع، اصطفافات لا رجعة عنها إلا بقوة القانون على ما يبدو، بين شريحة آمنت والتزمت الحجر الصحي، وأخرى كفرت بوجود كورونا،أصلا حتى بعد أن رأته جهارا.

لليوم الرابع، تعمل القوى الأمنية والبلديات على ضبط الشارع بمؤازرة منخفض جوي قوي دخل على الخط اليوم، وأجبر بأمطاره وثلوجه المتفلتين بالتزام المنازل لعلهم يشاهدون ويتعظون من حال المستشفيات في هذه الايام، حيث بكاء وألم المصابين بالفيروس يختلط بصراخ الأطقم الطبية والتمريضية المنهكة في حربها ضد كورونا.

العسكر في الصفوف الأولى في هذه المعركة يشكو من كثرة الإصابات، ومن عدم وصول التعزيزات بالأفراد والمعدات. المعاناة وإذا ما أضيفت الى الوضع المعيشي المتردي في ظل الأزمة الاقتصادية، دفعت بالبعض للانسحاب من الجبهة بحثا عن فرص أفضل في الدول الخليجية والاوروبية. وبغض النظر عما إذا كنا مع أو ضد هذا التصرف في عز المعركة، فإن واقع التسرب في الجسدين الطبي والتمريضي يفرض تحركا استيعابيا سريعا لضباط الصف الاول، حتى لا نخسر المنازلة على هذه الجبهة.

الى جبهة ثانية، حيث العدو الصهيوني يتهيب المواجهة مع المقاومة، مراقبون صهاينة يؤكدون أن جيش العدو عاجز عن مواجهة صورايخ "حزب الله"، وبات عليه أن يتعامل مع واقع مرير فرضته معادلة الردع. الخبير العسكري الصهيوني "ألون بن ديفيد" يتساءل عن مدى استعداد تل ابيب لتحمل تعرض المدن الصهيونية لعشرات آلاف الصورايخ، مع ما ستحدثه من خراب ودمار هائلين، في حال قررت استهداف الصورايخ الدقيقة التي هي بالطبع بأيد أمينة وحريصة.

أما في واشنطن، فانشغال على بعد أيام من تسلم جو بايدن الرئاسة بحقيبة قد تدمر الكوكب وقعت في أياد متهورة وطائشة. الرئيس المغادر دونالد ترامب يرفض تسليم الحقيبة النووية لجو بايدن، ما سيدفع بالمعنيين للعمل أثناء التنصيب في العشرين من الشهر الحالي، على إلغاء تنشيط الرموز النووية للحقيبة التي يحملها دونالد ترامب.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أو تي في"

أمام هول الأوضاع، نحن أمام احتمالين: إما أن نستسلم لليأس ونهزم، أو أن نضع هدفا وحيدا نصب أعيننا هو النجاح، فننجح.

هذا الكلام ليس من باب الشعر ولا النثر، ولا يدخل في إطار رفع المعنويات من دون أرضية صلبة، بل هو بكل بساطة توصيف دقيق للواقع الذي وصلنا إليه بفعل الفيروس القاتل، وبفضل بعض اللبنانيين القتلة، الذين واظبوا على الاستهتار والاستخفاف والاستهزاء بإجراءات الوقاية الشخصية، والتدابير الوقائية الرسمية، حتى حلَّت الكارثة.

فلنعد إلى الاحتمالين، منطلقين من أننا في قلب المأساة. فهل قرارنا هو الإستسلام لليأس، الذي تدفعنا إليه دفعا تغريدات بعض السياسيين وتصريحاتهم، في ما يفهمون أو ما لا يفهمون، تضاف إليها ثرثرات مواقع التواصل التي تضفي جوا من القنوط، جراء الانجرار خلف الشائعات واحدة تلو الأخرى، ومن دون أن يكبد ناشرها نفسه عناء البحث عن الحقيقة قبل التعميم؟.

هل نقبل على أنفسنا أن نهزم، لا أمام الفيروس القاتل، بل أمام أنفسنا قبل كل شيء؟، على هذا السؤال لا مفر من جواب واحد: طبعا لن نقبل، لن نستسلم، لن نيأس، لن ننهزم، وفي النهاية ستنقشع الغيمة السوداء، وسيحين موعد ربيع الحياة من جديد. المرحلة صعبة؟ نعم. لا بل صعبة جدا. الأخطاء ارتكبت؟ نعم، بل الخطايا.

غير ان الخروج من النفق الطويل ممكن، وتصحيح الأخطاء الكبيرة وارد، فالنجاح هو المصير الحتمي إذا ثابرنا على القيام بما هو صحيح، في المكان الصحيح،…ومن يجرؤ على تحدي الاستسلام، ينتصر.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أم تي في"

لبنان دولة من ورق. هذا الوصف ليس لنا، بل لصحيفة عربية رصدت وراقبت ما يحصل في لبنان صحيا وسياسيا وخرجت بهذه النتيجة.الوصف قاس بحقنا؟ أكيد، لكنه مع ذلك، معبر ويوصف واقع الحال.

فالاسبوع الذي نودعه اليوم غير آسفين، هو الاسوأ علينا كورونيا. فيه ارتفع عدد الوفيات من 100 الى 211، أي أن الوفيات دوبلت وأكثر، وكل المعطيات تشير الى أن عدد الإصابات والوفيات مرشح للتزايد. ولمواجهة الامر على الحكومة والجهات المعنية ان تستمر في سياسة الإقفال، لثلاثة أسابيع أخرى على الاقل.

فالعودة الى نغمة مراعاة القطاعات الاقتصادية وتقديم العامل الاقتصادي على العامل الصحي غير مسموحة، بعدما بتنا ثالث دولة في العالم في نسبة الاصابات، ولا شيء يؤكد أننا لن نتبوأ المركز الثاني او الأول في الاسبوع المقبل!.

سياسيا: حجر الكورونا وحجر الطقس السيء حالا دون قيام اي تحرك. ولولا عظة البطريرك الماروني لما كان موقف يستحق التوقف عنده اليوم، فسيد بكركي عارض الأصوات التي ترتفع منادية بتغيير النظام، كما تمنى على رئيس الجمهورية أخذ المبادرة بدعوة رئيس الحكومة المكلف الى عقد لقاء للتوصل الى تشكيل الحكومة، معتبرا أن "الوقت لا يرحم وحالة البلاد والشعب المأسوية لا تبرر على الإطلاق أي تاخير في تشكيل الحكومة".

فهل يستجيب عون لنداء البطريرك؟ واذا فعلها عون فهل يلبي الحريري؟، السؤالان قد يبدوان في غير محلهما، خصوصا أن العلاقة بين عون والحريري تتعقد وتتأزم أكثر كل يوم، بدلا من أن تتحلحل، وهو ما يفسر سفر الحريري الدائم وغياب أي مبادرة إيجابية أو وساطة من أي جهة محلية او أجنبية.

وفي الخلاصة نحن لسنا دولة من ورق، إلا لأن حكامنا ومسؤولينا ومعظم زعمائنا من ورق. فهل يبنى بلد على صخر، فيما مسؤولوه من ورق؟.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "أل بي سي آي"

انخفاض عدد الإصابات اليوم بالمقارنة مع أمس، والذي وصل إلى ثلاثة آلاف وستمئة وأربع وخمسين إصابة، وأربعين حالة وفاة، لا يعني أبدا أنه يجب الإسترخاء وتنفس الصعداء، بل يمكن أن يعني عدة عوامل منها: أن بعض المختبرات يقفل يوم الأحد، ما يعني أن نتائج فحوصات الـ pcr ليوم السبت تصدر غدا الإثنين، كما أنه في عطلة نهاية الأسبوع قد تكون فحوصات الـ pcr إنخفضت قليلا، وهذان العاملان أديا إلى انخفاض العداد.

أما على أرض الواقع، فالأوضاع في حال أكثر من أن يرثى لها، وهذه الحال عكستها اليوم صرختان: الأولى لنقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون الذي أكد المؤكد "أنه لم يعد هناك أي سرير شاغر لكورونا في أي مستشفى"، والثانية تأكيد الدكتور فراس أبيض رئيس مستشفى رفيق الحريري الجامعي، على هذا الكلام.

في المقابل بصيصا أمل: لقاحي واستشفائي... اللقاحي أن لبنان وقع اليوم نهائيا مع شركة "بفايزر" لاستيراد اللقاح. وتبقى العبرة في سرعة التلبية، خصوصا أن الإصابات تسابق اللقاحات.

والثاني إستشفائي، بعد فك أسر المستشفى الميداني المتنازع على مكان تركيبه منذ وصوله من قطر في تشرين الثاني الفائت. فقرر الرئيس بري نقله من صور إلى بيروت.

لكن حتى مع تركيب المستشفى الميداني في العاصمة، فإن هذه الخطوة لن تحل المشكلة التي صارت أكبر من ذلك بكثير، فكل الخطوات متأخرة، وما ينجز اليوم كان يجب أن ينجز قبل ثلاثة أشهر على الأقل: من اللقاحات إلى تجهيز المستشفيات، إلى الإجراءات الميدانية والاستثناءات.

لكن الآن وصلنا إلى هنا، ولم يعد تعداد الملاحظات والثغرات والعيوب يجدي.الآن ما هي السبل الأسرع والأنجع لوقف التدهور، للإنطلاق إلى محاولة التعافي؟. أمران لا ثالث لهما:اللقاح والتشدد الصارم في الوقاية...

ما عدا ذلك، سيبقى العداد يرتفع، وإن سجل اليوم انخفاضا لا يعتد به، وسنصل إلى الكارثة قبل وصول اللقاح.

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد"

لا شيء يعلو فوق صلوات الناس في الأيام الفاصلة عن وصول اللقاح، والذي وقع صيغته النهائية وزير الصحة اليوم، لكن المدة الزمنية لبلوغ مرحلة التطعيم ستفرض إغلاقا جديدا على وطن ينزف بقطاعه الطبي ومستشفياته ومستلزمات أدويته، وبكل نفس من أنفاسه المطبق عليها.

واعتلى الوضع الصحي سلم الأولويات متخطيا عقبات الحكومة وعراقيل تأليفها. وقالت مصادر وزارية ل"الجديد": إن كورونا أصبحت على جدول أعمال الرئيس المكلف سعد الحريري في زيارته لأبو ظبي، سعيا لتأمين دفعة من اللقاح الصيني إلى لبنان.

لكن برتوكولات التعاون بين دولة الإمارات والصين تفرض الحصول أولا على أذنونات خاصة باستعمال اللقاحات وإمكانية منحها لدول أخرى، ومتى توافرت هذه الأذونات، فإن الرئيس المكلف تأمين اللقاح، سيعود به إلى بيروت قريبا، من دون أن يكون هناك رقم محدد حتى الآن على أن يطرحه من ضمن مؤسسات الدولة العاملة في هذا القطاع.

وبدا أن هذه أولويات الحريري التي تقدمت على أي مسعى آخر يحمل لقاحات سياسية لدول تشوبها نزاعات، علما أن تركيا كشفت اليوم عن رسائل إيجابية تلقتها من الإمارات، فيما جنح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نحو التحدث "بالتركي"، متوجها إلى إردوغان بعبارة "عزيزي طيب".

أما في العلاجات اللبنانية، فإن الأزمة تتجه إلى ارتفاع نسبة الإصابات، مع تخثر دماء سياسية والتسبب بوقوع "جلطات" في المواقف المتشنجة. وككل أحد، صوت الكنيسة وحده يتقدم، وإرشاد من البطريرك الراعي بأن الباب المؤدي إلى طريق الحل لكل هذه الأمور هو تأليف حكومة إنقاذ، مؤلفة من نخب لبنانية، وقال: "إن المطلوب من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف أن يقدما للشعب أفضل هذه الشخصيات، لا من يتمتع فقط بالولاء للحزب أو بالخضوع للزعيم.

ودعا الراعي كلا من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف إلى أن "يعقدا لقاء مصالحة شخصية تعيد الثقة بينهما، فيباشرا بغربلة الأسماء المطروحة واستكشاف أسماء جديدة وجديرة"، لكنه تمنى على رئيس الجمهورية "أخذ المبادرة بدعوة دولة الرئيس الحريري إلى عقد هذا اللقاء، فالوقت لا يرحم وحالة البلاد والشعب المأساوية لا تبرر على الإطلاق أي تأخير في التأليف".

ودعوة رأس الكنيسة إلى الرئاسة الأولى للمبادرة، جاءت كرد شبه مباشر على اجتماع تكتل "التيار الوطني" الأخير الذي كان ورد في بنده الرابع: أن التكتل ينتظر مبادرة الرئيس المكلف إلى التواصل مع رئيس الجمهورية، لتأليف حكومة تحترم وحدة المعايير وتكون إصلاحية ومنتجة بوزرائها وبرنامجها. وبيان التكتل دعا الحريري إلى أن يستأنف في أسرع وقت عمله بعيدا عن أي تأثيرات، والتزاما بالقرار السيادي اللبناني، وبالحاجة القصوى لقيام حكومة إنقاذ.

وهنا باتت الرسائل واضحة.. وهذه كنيسة المسيحيين في الشرق تطلق نداءها إلى رئيس الجمهورية لاتخاذ الخطوة الأولى.. فالمكلف أودعكم تشكيلته ولا شيء جديدا ليقدمه.. إلا إذا حصل على لقاح فعال يبيد الأنانيات السياسية وينقذ التشكيلة المحتجزة في أدراج بعبدا.

 

تفاصيل المتفرقات اللبنانية

لبنان يوقع اتفاقاً لشراء 2.1 مليون جرعة من لقاح «فايزر»

بيروت/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2021

وقع وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية اتفاقاً نهائياً اليوم (الأحد)، لشراء 2.1 مليون جرعة من لقاح «فايزر - بيونتيك المضاد لفيروس كورونا، فيما تشهد البلاد ارتفاعاً حاداً في الإصابات. وقالت الوزارة في بيان إن من المتوقع وصول اللقاحات على دفعات اعتباراً من فبراير (شباط). وأضاف البيان أن الوزارة تتعاون أيضاً مع القطاع الخاص لتأمين مليوني جرعة من لقاحي «أسترا زينيكا» و«سينوفارم». ويخضع لبنان لعزل عام لمدة ثلاثة أسابيع ينتهي في الأول من فبراير (شباط)، وحظر تجول صارم لمدة 24 ساعة حتى 25 يناير (كانون الثاني)، بعد أن أدت الإجراءات المتساهلة خلال فترة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة إلى ارتفاع في الإصابات. وعلاوة على هذه الصفقات، وقع لبنان اتفاقاً لشراء 2.7 مليون جرعة من خلال منصة كوفاكس، وهي برنامج عالمي تدعمه منظمة الصحة العالمية لتوفير اللقاحات للدول الفقيرة.

 

الراعي يدعو إلى المصالحة بين عون والحريري

بيروت/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2021

حث أكبر رجل دين مسيحي في لبنان، الرئيس ميشال عون على عقد اجتماع مصالحة مع رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري لتشكيل حكومة وإنهاء حالة الجمود السياسي في البلاد. وما زالت الكتل السياسية المتصارعة عاجزة عن الاتفاق على حكومة جديدة منذ استقالة الحكومة في أعقاب انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس (آب)، مما ترك سفينة لبنان من دون ربان وهي تغوص أكثر في الأزمة الاقتصادية. وبلغت التوترات بين عون والحريري، اللذين تبادلا اللوم علناً في ديسمبر (كانون الأول)، بعد عدم الاتفاق على تشكيلة الحكومة، ذروتها الأسبوع الماضي عندما أظهر مقطع فيديو مسرّب عون على ما يبدو وهو يصف الحريري بالكاذب، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء. وقال البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في قداس اليوم (الأحد)، إن «حالة البلاد والشعب المأساوية لا تبرر على الإطلاق أي تأخير في تشكيل الحكومة». وأضاف: «في هذه الحالة نتمنى على فخامة رئيس الجمهورية أخذ المبادرة بدعوة دولة رئيس (الوزراء) المكلف» إلى اجتماع. وجرى تكليف الحريري السياسي السُّني المخضرم برئاسة الحكومة للمرة الرابعة في أكتوبر (تشرين الأول)، وتعهد بتشكيل حكومة اختصاصيين لتنفيذ الإصلاحات الضرورية لتلقي مساعدات خارجية، لكن الخلافات السياسية أخّرت العملية منذ ذلك الحين. وأظهر الفيديو المسرّب الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي عون يتحدث إلى حسان دياب رئيس حكومة تصريف الأعمال عن الحريري. وسُمع عون في الفيديو وهو يقول: «ما في تأليف (حكومي)، يقول عطاني ورقة... بيكذّب». وقالت مصادر في مكتب الرئيس إن الحوار اقتُطع من سياقه ولم يكن كاملاً. وبعد تداول الفيديو، غرّد الحريري على «تويتر» بآيات من الكتاب المقدس تشير إلى أن الحكمة لا تسكن في أجسام سهلة الانقياد للخطيئة. يأتي تدهور العلاقة بين عون والحريري في الوقت الذي تستمر فيه البلاد في أزمتها المالية الحادة التي دفعت الليرة إلى الانخفاض بنحو 80%.

 

المستشفيات امتلأت… صورة قاتمة لـ “كورونا”

بيروت ـ السياسة/17 كانون الثاني/2021

: مع اشتداد وطأة تداعيات جائحة “كورونا” في لبنان على نطاق بالغ الخطورة، بعد عجز المستشفيات عن استقبال حالات جديدة من المصابين الذين تتم معالجتهم على أبوابها وفي الردهات خارج غرف الطوارئ، تتزايد المخاوف وفقاً لمعلومات “السياسة”، من ارتفاع جنوني في أعداد المصابين في الأسابيع المقبلة، مع تحذير عدد من الخبراء والاختصاصيين بأن صورة وضح “كورونا” في شهر فبراير ستكون قاتمة، إذا لم يحصل تقيد صارم بالإغلاق الشامل الذي يرجح تمديده، دون استبعاد أن يصل الرقم اليومي لأعداد المصابين إلى حوالي عشرة آلاف، وهذا ما يؤشر على أن لبنان ونسبة إلى عدد السكان فقد تجاوز السيناريو الإيطالي إلى ما هو أسوأ. ووقع وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن، أمس، “العقد النهائي مع شركة فايرز لتأمين أكثر من مليونين ومئة ألف لقاح تصل تدريجا بدءا من بداية فبراير”.

 

مرضى «كورونا» في لبنان يتعالجون في مواقف السيارات في أولى بوادر انهيار النظام الصحي جراء الوباء

بيروت: إيناس شري/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2021

مرضى كورونا يتلقون علاجهم في مدخل أو كافيتريا أحد المستشفيات أو حتى موقفه المخصص للسيارات، صور طبعت المشهد الوبائي في لبنان خلال الأيام الماضية، وذلك بعدما تجاوز عدد الإصابات اليومي الـ5 آلاف في وقت ترزح فيه المستشفيات تحت ثقل الأزمة الاقتصادية، وتعاني من نقص بالأسرّة والمعدات والطواقم الطبية. تعكس هذه الصور على قساوتها «جزءاً من الواقع وليس كلّه، فالمشهد الحقيقي أسوأ بعد» حسب نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، إذ إن «الأسرة كلها مشغولة في الأقسام المخصصة لمرضى كوفيد - 19»، فضلاً عن امتلاء أقسام الطوارئ، ولا يوجد في المستشفيات الخاصة سرير واحد لا لمريض كورونا ولا غيره، وهناك العشرات من المرضى يتنقلون من مستشفى إلى آخر بحثاً عن سرير، فالواقع أنّ مستشفيات لبنان تخطّت طاقتها الاستيعابيّة. يشير هارون في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أنّ المستشفيات الخاصة ضاعفت خلال الشهر الماضي عدد أسرّتها المخصصة لكورونا لتصل إلى 600 سرير عناية فائقة (هناك 220 سريراً في المستشفيات الحكومية) و1100 سرير عادي، وأنّ هذا أقصى ما يمكن أن تقوم به، إذ إنها لا تستطيع تحمّل تجهيز المزيد من الأسرة في ظلّ الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها بسبب فقدان العملة الوطنيّة قيمتها، فضلاً عن تخلف الدولة عن تسديد مستحقات المستشفيات المتراكمة. وكان لبنان سجل أمس 5872 إصابة و41 حالة وفاة، ما رفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 249158 وعدد الوفيات إلى 1866. ويوضح هارون أنّ توسعة أقسام كورونا جاءت على حساب الأقسام الأخرى، فالمستشفيات الخاصة أجّلت معظم العمليات والمراجعات غير الطارئة واكتفت بتسيير ما هو طارئ ولا يحتمل التأجيل. ومن المشاكل التي تعاني منها المستشفيات الخاصة أيضاً النقص بالطواقم الطبية ولا سيما في عدد الممرضات والممرضين، الأمر الذي يعود إلى «سوء التقدير عند عدد من المستشفيات، إذ لم تعمل ومع بدء انتشار وباء كورونا على توظيف وتدريب المزيد من الممرضات والممرضين، بل على العكس عمد بعضها ومع الأزمة الاقتصادية إلى الاستغناء عن عدد كبير منهم»، حسب ما ترى نقيبة الممرضات والممرضين ميرنا ضومط. تشير ضومط في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أنّه وقبل نهاية عام 2019 كان عدد الممرضين والممرضات العاملين حوالي 9 آلاف ولكن منذ ذلك الوقت حتى اليوم أصبح أكثر من 40 في المائة منهم إما بلا عمل أو بنصف دوام، هذا فضلاً عن هجرة ما يقارب من 600 ممرضة وممرض إلى الخارج، حيث توافرت لهم فرص عمل برواتب وحوافز أفضل بكثير مما تقدّمه مستشفيات لبنان، ولا سيما أن قيمة رواتب العدد الأكبر منهم باتت لا تتجاوز الـ100 دولار شهرياً رغم أن حياتهم معرّضة للخطر بشكل يومي. وتذكّر ضومط بأنّ هناك 1500 ممرض وممرضة أصيبوا بكورونا منذ بداية الوباء حتى اليوم، هذا فضلاً عن وفاة أربع. ودعت ضومط المستشفيات إلى فتح باب التوظيف ولو متأخراً أمام الممرضين والممرضات، ولا سيما أنّ هناك 1200 خريج جديد يمكن تدريبهم حتى يساهموا بمكافحة الوباء الذي بات يهدد الجميع في لبنان. وفي السياق نفسه، كان نقيب الأطباء في بيروت شرف أبو شرف أعلن وفاة 11 طبيباً حتى الآن بكورونا، فضلاً عن وجود 25 طبيباً في العناية الفائقة، وما لا يقل عن 300 طبيب في الحجر، ما يزيد الضغوطات على الطاقم الطبي الذي خسر أصلاً 500 طبيب هاجروا إلى دول خليجية أو أوروبيّة والولايات المتحدة حيث وجدوا فرص عمل أفضل، مشددا على ضرورة إيجاد ضمانات للطبيب اللبناني حتى لا نصل إلى مرحلة لا نجد فيها طبيباً. هذا وكانت أزمة شح الدولار وارتفاع سعره في السوق السوداء (يتجاوز الـ8 آلاف حالياً)، وكذلك الإجراءات المصرفيّة أدّت إلى نقص في المعدات الطبية في المستشفيات بسبب عدم قدرتها على تأمين ثمن استيرادها بالدولار الجديد تماماً كما حال عدد من الأدوية.

 

النهار: الكارثة تتعاظم تباعاً.. فمن يطلب الإنقاذ الخارجي؟

النهار/الأحد 17 كانون الثاني 2021

لم تتبدل صورة الصراع القاسي والشرس الذي يطبق على لبنان بعد ثلاثة أيام من دخوله إجراءات حالة الطوارئ الصحية والاقفال العام بين الارتفاعات المطردة المخيفة في أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا والاستنفار الرسمي والاستشفائي والقطاعي في مواجهة الانتشار الوبائي الذي تفاقمت أخطاره في ظل ما يتردد عن سلاسل جديدة متحورة للفيروس بدأ اكتشافها في لبنان. وبات الوضع الكارثي المتدحرج ينذر بواقع يستدعي ما يفوق حالة الطوارئ المعلنة اذ يخشى ان ينهار الواقع الاستشفائي تماما تحت وطأة التصاعد المخيف في اعداد المصابين والذي ربما يلامس نسبا مرعبة فيما ينوء لبنان تحت وطأة سلطة عاجزة من جهة وتعطيل لإمكان قيام حكومة فاعلة وقادرة من جهة أخرى. وإذ تواصلت الخطوات الرسمية من إقرار قانون الاستخدام الطارئ للقاحات الى نشر القوانين التي اقرها مجلس النواب الجمعة بسرعة ظلت الأنظار مشدودة الى اعداد الإصابات والوفيات في ظل مضي المستشفيات في رفع الصوت من عجزها عن استقبال موجات جديدة من المصابين وتخطي اعداد المصابين قدراتها الاستيعابية . وهو الامر الذي بات يرجح معه من الان ، وقبل أسبوع من موعد نهاية المهلة الأولى المحددة للاقفال العام الحالي، ان تمدد المهلة مجددا لان مؤشرات تراجع التفشي الوبائي الكبير ستبقى ضئيلة جدا بعد أسبوع بما يحتم تجديد الاقفال لتلمس تراجع التفشي بعد أسبوعين على الأقل من بداية حالة الطوارئ الصحية علما انه في هذا السياق سجلت وزارة الصحة امس 5872 إصابة و41 حالة وفاة. حتى ان اوساطا طبية وسياسية معنية باتت تجمع على انه يتعين على لبنان الرسمي ان يطلب مساعدات ومعونات دولية عاجلة لتمكين قطاعه الاستشفائي من الصمود وعدم الانهيار تحت وطأة الكارثة . وسجل اليوم الثالث من الاقفال الشامل نسبة التزام مرتفعة فاقت التسعين في المئة وسط استنفار امني واسع لمراقبة التقيد بالإقفال. ووقّع رئيس مجلس النواب نبيه بري امس القوانين التي اقرها المجلس في جلسة الجمعة وفي مقدمها القانون المعجل المكرر لتنظيم الاستخدام المستجد للمنتجات الطبية لمكافحة جائحة كورونا واودعها رئاسة مجلس الوزراء، حيث وقّعها رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب بعد الظهر، واحالها الى رئاسة الجمهورية ومن ثم وقعها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد الظهر . واشار رئيس اللجنة الوطنية للقاح ضد كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري إلى أن "العد العكسي الحقيقي بدأ لاستقبال اللقاحات في النصف الاول من شباط وقد يأتي في الربع الاول من الشهر". ولفت إلى أن "من يستحق تلقي اللقاح أوّلا هم العاملون في القطاع الصحي خصوصًا من في الخطوط الأمامية والممرض والمسعف قبل الطبيب". وأوضح أن "اللقاح سيصل إلى لبنان تدريجيًا إن كان من شركة فايزر أو غيرها"، وأضاف "مشكلتنا أنّ لبنان ما زال مصنفا دولة متوسطة الدخل وفايزر ليست متساهلة معنا في الموضوع المالي".

على الصعيد السياسي يمكن القول ان الواقع الحكومي والسياسي يبدو كأنه لا يتصل ببلد اسمه لبنان يتعرض لما يتعرض له من كوارث . فالشلل السياسي بلغ درجات غير مسبوقة في ظل التعطيل الذي فرض على عملية تشكيل الحكومة ولا مؤشرات ملموسة الى ان هذا الواقع مرجح للتبدل في وقت قريب .

في هذا الاطار، قال امس عضو كتلة المستقبل النائب نزيه نجم أن الرئيس المكلف سعد الحريري "لن يعتذر ولن يتهرب من مسؤوليته"، داعيا رئاسة الجمهورية الى "الموافقة على تشكيلته ووضع مصلحة البلد فوق المصالح الشخصية". ورأى أن "الرئيس المكلف تحمل مسؤوليته وقدم تشكيلة من 18 وزيرا للرئيس ميشال عون والعرقلة مصدرها النائب جبران باسيل وحزب الله". واذ طالب الرئيس عون بـ "التخلي عن مستشاريه واتخاذ القرارات المناسبة لإنقاذ البلد"، لفت الى أن "المبادرة الفرنسية لم تسقط بعد وبنودها تشبه بنود مؤتمر سيدر والجهد الذي يقوم به الرئيس الحريري هو للحفاظ عليها".

 

لبنان يشكو من استخدام شعار منتجاته على مواد إسرائيلية وتركية

بيروت: /الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2021

تتجه السلطات اللبنانية إلى مقاضاة جهات إسرائيلية وتركية تستخدم شعارات وتسميات على منتجات غذائية توحي بأنها من منشأ لبناني. وتحدثت وزارة الصناعة اللبنانية، أمس، عن لجوء تركيا وإسرائيل وغيرهما من الدول «إلى خداع المستهلكين في الأسواق الخارجية باعتماد شعارات وتسميات على منتجات غذائية توحي بأنها من منشأ لبناني». واعتبرت أن «هذا التعدي المستجد - القديم يعتبر احتيالاً وقرصنة، ويشكل جريمة موصوفة بحق سيادة لبنان واقتصاده وصناعته». وقالت وزارة الصناعة إنها ستعمل مع وزارة الخارجية والمغتربين «على الإيعاز إلى البعثات الدبلوماسية اللبنانية في الخارج لمتابعة هذا الموضوع، وصولاً إلى مقاضاة الجهات الفاعلة». ورأت الوزارة أن إقفال المصانع اللبنانية خلال فترة الإغلاق التي يمكن أن تتمدد، «يضيف إلى ما ورد أعلاه مشكلة تجميد الاقتصاد الوطني، وإيقاف دورته الإنتاجية والتصديرية، ويتسبب في خسارة الصناعيين المصدرين أسواقهم غير الممكن تعويضها مستقبلاً، بما يفيد المنافسين في الخارج في كسب هذه الأسواق».

 

لبنان على “التنفس الاصطناعي” ينتظر تنصيب بايدن!

الراي الكويتية/17 كانون الثاني/2021

في واشنطن والعالم حبْسُ أنفاسٍ مع انطلاق أسبوع تنصيب جو بايدن، وفي بيروت تَرَقُّب لـ «نَصيب» البلاد من ثبات أو تبدُّل استراتيجية الإدارة الأميركية الجديدة ومنسوبِ التحولات في مقاربتها قضايا المنطقة وفي مقدّمها الملف الإيراني، وهو ما لن يكون ممكناً تَلَمُّسه قبل أشهر سيكون معها لبنان، الفاقد الحدّ الأدنى من مقومات الدولة المكتملة النصاب، أمام أعتى المخاطر المالية والسياسية والصحية التي بات معها أقرب إلى مفهوم «الدول من ورق». هذا التوصيف كان حاضراً أمس في بيروت على وقع تَطايُر شظايا انفجار عدّاد كورونا الذي لامس الجمعة 6200 إصابة (و44 وفاة) فيما تفيض لوائح الانتظار لتأمين سرير في غرف العناية المركزة التي بلغت نسبة إشغالها نحو 91 في المئة في كل المناطق و100 في المئة في العاصمة، فيما المستشفيات الخاصة الكبرى تَمْضي في «نداءاتِ استغاثةٍ» لتوفير المستلزمات الطبية والعلاجية وبعض الأدوية الحيوية نتيجة الآليات المعقّدة لتأمين استيرادها في ظل الأزمة المالية وشبه نضوب السيولة بالدولار لدى مصرف لبنان الذي يدير بقايا الاحتياط الإلزامي القابل للاستخدام بما يضمن الإبقاء على شريان الاستيراد بانتظار الخروج من المأزق السياسي الذي يختزله ملف تأليف الحكومة الذي دخل جولة تعقيدات هي الأقسى مع رفْع فريق رئيس الجمهورية ميشال عون ما يشبه «البطاقة الحمراء» الضمنية بوجه تكليف الرئيس سعد الحريري. وإذ كان لبنان ينجح ولو متأخراً في إنجاز «بوليصة التأمين» القانونية (عبر البرلمان) التي تطلبها الشركات لتصدير لقاحاتها على قاعدة رفْع المسؤولية عنها بإزاء أي عوارض جانبية لهذه اللقاحات المحكومة بـ «الاستخدام الطارئ» بما سيتيح وصول لقاح «فايزر» بحلول منتصف فبراير ليستفيد منه كدفعة أولى نحو 750 ألف مواطن، لم يتأخّر هذا الملف في التشابُك مع المناخ السياسي المشحون بعدما لم يكن ممكناً الجزم إذا كانت التسريبات، التي لم تتأكد صحتها، عن أن الحريري الذي يزور دولة الإمارات تمكّن من نيل موافقة أولية تسمح للبنان بالحصول على نحو مليون جرعة من اللقاح الصيني، خلال أسابيع، مجاناً، هي في إطار محاولة إحراجه في جولته الخارجية التي كانت حَمَلَتْه إلى تركيا ومرشّحة لمحطات عربية وربما خليجية أخرى.

وفي رأي أوساط، أن تحرك الحريري هو بمثابة تأكيد للغطاء الخارجي لتكليفه في موازاة سعي فريق عون لـ «قطْع ورقة» له شبيهة بالـ one way ticket الذي أخرجه من الحكم في 2011، مع فارق أن «حزب الله» حتى الساعة لا يغطّي مثل هذا المسار وإن كان يستفيد من تعليق تأليف الحكومة على الحبال المشدودة في المنطقة التي يُراد لبايدن السير عليها في طريقه للتفاوض مع طهران. وإذ اعتبرت الأوساط أن انكسار الجّرة بين عون والحريري يمكن أن يفتح الواقع اللبناني على سيناريو المراوحة في الحلقة المقفلة وسط معادلةٍ يسعى فريق رئيس الجمهورية لفرْضها على الرئيس المكلف لدفْعه إلى الاعتذار عن المضي في التكليف، فإنها عبّرت عن قلق بالغ مما ينتظر البلاد التي باتت تعيش على «أجهزة التنفس الاصطناعي» فيما ترتسم ملامح تَراجُع الاهتمام الدولي بلبنان في ضوء «اليأس» من طبقته السياسية.ورغم أن الملف اللبناني كان حاضراً أمس في لقاء وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الأردني أيمن الصفدي من بوابة «التدخلات الإيرانية في المنطقة»، فإن بعض الدوائر استوقفها توقيت قرار نقْل المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيتش من لبنان الى ليبيا، هو الذي واكب عن كثب مرحلة الانهيار المالي في «بلاد الأرز» وطبع مسيرته بخلعه القفازات في مخاطبته المسؤولين والتي غالباً ما جاءت على طريقة التقريع رداً على ترْك البلاد فريسة الأزمات المتناسلة ولا سيما بعد الانفجار الهيروشيمي في مرفأ بيروت في 4 آب الماضي.

 

الحكومة “في خبر كان”!

 جريدة الأنباء الإلكترونية/17 كانون الثاني/2021

استغربت مصادر نيابية غياب الحديث عن تشكيل الحكومة في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها البلد، كما وكأن هناك تسليماً بالأمر الواقع وأن الحكومة قد طارت وباتت في خبر كان. وفي السياق، استبعد المستشار الاعلامي للرئيس المكلف سعد الحريري، حسين الوجه، في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية حصول حلحلة قريبة في الملف الحكومي الذي ما زال مجمّدا حتى اشعار اخر. وقال الوجه: “لا نعلم إذا ما سيحصل أي تطور جديد بما يتعلق بلبنان بعد تسلم الرئيس جو بايدن الرئاسية رسمياً”.

 

ما خلفيّات الحملة على الجيش؟

جريدة السياسية الكويتية/17 كانون الثاني/2021

حذرت أوساط سياسية معارضة من تداعيات الحملة التي تشن على الجيش اللبناني وقائده العماد جوزاف عون، من جانب قوى حزبية وإعلامية في فريق الثامن من آذار. وأشارت لـ”السياسة” الكويتية، إلى أن “أهداف هذه الحملة لم تعد خافية على أحد، لصرف الأنظار عن الاتهامات الموجهة ضد النظام السوري وحلفائه في لبنان، بخصوص المسؤولية عن انفجار مرفأ بيروت، ومحاولة توجيه الاتهامات نحو تقصير المؤسسة العسكرية لتحميلها المسؤولية، وتالياً الإساءة إلى سمعة قائد الجيش الذي يتصدر السباق نحو رئاسة الجمهورية، بالنظر إلى الإنجازات التي حققها الجيش في عهده، وإلى الثقة المتزايدة التي يتمتع بها لدى اللبنانيين”.

وأبدت الأوساط خشيتها من “اتساع رقعة الهجوم غير المبرر على المؤسسة العسكرية في هذه الظروف الخطيرة التي يواجهها لبنان، حيث أن الجيش وحده من بين كل المؤسسات الرسمية الذي لا زال يحظى بثقة اللبنانيين، مع انهيار دور باقي المؤسسات السياسية والمالية”.

 

هذا هدف جولة الحريري العربيّة والدوليّة

جريدة السياسية الكويتية/17 كانون الثاني/2021

كشفت المعلومات المتوافرة لـ”السياسة” الكويتية، أن الجولة الخارجية التي يقوم بها الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، الغاية منها تأمين الدعم العربي والدولي للبنان في ظل الظروف بالغة الصعوبة التي يمر بها، وحشد أكبر قدر ممكن من التأييد لمشروعه الإنقاذي، بتشكيل حكومة اختصاصيين غير سياسية.

 

تفاصيل الأخبار الدولية والإقليمية

فريق بايدن أبلغ إسرائيل ببدء التواصل مع إيران

المدن/17 كانون الثاني/2021

كشفت القناة الإسرائيلية (12) أن أوساطاً أميركية رسمية أبلغت تل أبيب بأن فريق الرئيس المنتخب جو بايدن شرع بالفعل في إجراء اتصالات مع إيران بهدف العودة إلى الاتفاق النووي. وأشارت القناة إلى أن واشنطن نقلت إلى تل أبيب أن الاتصالات بين فريق بايدن والحكومة الإيرانية تتواصل حالياً، مبرزة أن التقدير السائد في تل أبيب أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لن ينفذ عملاً عسكرياً ضد إيران قبيل مغادرته البيت الأبيض. وأوضحت أن إسرائيل تحاول إقناع الإدارة الجديدة بالتوصل إلى اتفاق "محسّن وطويل الأمد يتضمن أيضاً فرض قيود على الترسانة البالستية الإيرانية وأنشطة طهران الإرهابية في أرجاء العالم".

وفي السياق، رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن تعيين ويندي شيرمان نائبة لوزير الخارجية في إدارة بايدن، ينطوي على دلالات في كل ما يتعلق بموقف الإدارة من الاتفاق النووي. وفي تحليل نشرته الصحيفة، لفتت إلى أن شيرمان قادت الفريق الأميركي في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، والذي أجرى المفاوضات مع إيران التي انتهت بالتوصل إلى الاتفاق النووي، مشيرة إلى أن شيرمان كانت من أكثر المدافعين عن الاتفاق، لا سيما بعد قرار ترامب الانسحاب منه. وأبرزت أن شيرمان ترى، وبخلاف بايدن وبعض أعضاء فريقه، أن الاتفاق الأصلي يكفي، وأنه لا داعي لإدخال تعديلات عليه.

وبحسب الصحيفة، فإن إسرائيل تُبدي مخاوف من دور وزير الخارجية السابق جون كيري في الإدارة الجديدة، مشيرة إلى أنه على الرغم من أنه مكلف بملف المناخ، إلا أن عضويته في مجلس الأمن القومي يمكن أن تسمح له بالدفع إلى العودة للاتفاق مع طهران، مع أدنى اهتمام بإصلاح الثغرات في الاتفاق، كما تراها إسرائيل "وحليفاتها الدول العربية السنية المعتدلة". وفيما تبدو خطوات فريق بايدن تبريدية مع إيران، يستمر فريق ترامب في الدفع أكثر بالتوتر ليلاقي تصعيد الحرس الثوري ومناوراته في منتصف الطريق. وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأحد إن قاذفتين أميركيتين من طراز "بي-52" حلقتا فوق سماء البلاد في طريقهما إلى الخليج. وهذه هي المرة الخامسة التي تمرّ فيها مثل هذه القاذفات عبر منطقة الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة. وسبق أن أعلنت القيادة المركزية الأميركية تحليق قاذفات "بي 52" والتي تعرف باسم "ستراتوفورترس" في سماء الشرق الأوسط بهدف ردع أي عدوان. وأضافت في بيان أن نشر القاذفتين يوجه رسالة واضحة ورادعة إلى كل من ينوي إلحاق الأذى بالأميركيين أو مصالحهم. كما توجد حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" في مياه الخليج منذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر. والسبت، ذكرت شبكة "فوكس نيوز" أن صاروخين بالستيين أطلقتهما إيران في اليوم الثاني من مناورات "الرسول الأعظم"، سقطا على بعد 20 ميلاً من سفينة تجارية في المحيط الهندي، و100 ميل من مجموعة حاملة الطائرات الأميركية "نيميتز". ورأت "جيروزاليم بوست" أن هذه المناورات تحمل رسائل إلى كل من الدول الخليجية والولايات المتحدة وإسرائيل. وأضافت أن ما يثير الانتباه في هذه المناورات حقيقة استخدام إيران طائرات غير مأهولة في "تحييد" منظومات الدفاع الجوي، مما يعزز من فاعلية الصواريخ التي تطلقها إلى أهداف معينة، مشيرة إلى أن طهران استخدمت الطائرات غير المأهولة المجنحة من طراز "دلتا" في تحييد منظومات الدفاع الجوي. وأعادت الصحيفة إلى الأذهان ما كشفته مجلة "نيوزويك" الأميركية من أن إيران زوّدت جماعة الحوثيين اليمينة بطائرات غير مأهولة من طراز "دلتا" المجنحة، التي يصل مداها إلى 2000 كلم. وبحسب الصحيفة، فإن صوراً التُقطت من الساحات التي أجريت فيها المناورات دلت على أن دقة إصابة الصواريخ كانت عالية. وحذرت من أن العلاقة الوثيقة بين كوريا الشمالية وإيران وتعاونهما في مجال تكنولوجيا الصواريخ يمكن أن تساعد في تحسين قدرات طهران الصاروخية بشكل أكبر.

 

ظريف مهاجماً الدول الأوروبية: لم تفعلوا شيئاً للحفاظ على الاتفاق النووي

لندن/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2021

اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف كلاً من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بعدم فعل شيء للحفاظ على الاتفاق النووي لبلاده. وكتب ظريف على حسابه على موقع «تويتر»، اليوم (الأحد)، «قادة الدول الأوروبية الثلاث - التي تحتاج إلى التوقيعات والإذن من وكلاء مكتب مراقبة الأصول الأجنبية في الولايات المتحدة للوفاء بالتزاماتهم بموجب الاتفاق النووي - لم يفعلوا شيئاً للحفاظ على الاتفاق». وأضاف: «الاتفاق النووي لا يزال على قيد الحياة بفضل إيران وليس الدول الثلاثة»، حسب ما نقلته «وكالة الأنباء الإيرانية». وكانت وزارة الخارجية في كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا أعربت، أمس (السبت)، عن «القلق البالغ» بعد أن أعلنت إيران عن استعدادها لتصنيع اليورانيوم، في انتهاك جديد للاتفاق النووي لعام 2015. وقالت الدول الثلاثة في بيان إن «علينا حثَّ إيران بصورة مكثفة على وقف هذا النشاط واستئناف التزاماتها بالاتفاق النووي على الفور، إن كانت جادة في الحفاظ على الاتفاق». وكانت إيران بدأت فعلياً زيادة تخصيب اليورانيوم لنسبة تصل إلى 20 في المائة، رغم أن الاتفاق النووي ينص على منع إيران من تخصيب اليورانيوم بنسبة تزيد على 3.67 في المائة.

 

بعد القصف الإسرائيلي... تحركات إيرانية «مريبة» قرب الحدود السورية ـ العراقية

الحسكة (سوريا): كمال شيخو/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2021

عمدت الميليشيات الإيرانية والفصائل الموالية لها إلى إنزال راياتها وأعلامها من مواقعها ومقراتها العسكرية في مناطق واسعة من شرق سوريا، لترفع أعلام النظام السوري مكانها، وسط مخاوف من وقوع استهداف إسرائيلي جديد، بحسب مصادر محلية و«المرصد السوري لحقوق الإنسان».

وقالت مصادر في مدينتي الميادين والبوكمال، بريف دير الزور الشرقي، إن «الحرس الثوري» الإيراني نقل ذخائر وأسلحة ثقيلة من بينها صواريخ، عبر برادات وشاحنات تحمل لوحات سورية، بهدف التمويه على عمليات نقلها، وذلك في إطار إعادة تموضع، بعد أيام على أعنف غارات إسرائيلية استهدفت شرق سوريا. وكشفت مصادر مطلعة أن القوات الإيرانية والفصائل الموالية تواصل تغيير مواقعها في هذه البقعة الجغرافية من الأراضي السورية بمحاذاة الحدود العراقية، مشيرة إلى تحركات «مريبة» للإيرانيين وحلفائهم في تلك المنطقة. وأضافت أن الإيرانيين وحلفاءهم نقلوا عتاداً عسكرياً وكثفوا انتشارهم بعد الضربات العنيفة الأربعاء الماضي على مقراتهم بمدينة دير الزور وريف المحافظة. وأشارت هذه المصادر إلى نقل شحنة أسلحة من «حي الحويقة» وسط دير الزور، إلى ملهى «الأصدقاء» أو ما كان يعرف سابقاً بحديقة «كراميش» في المنطقة، وسط تشديد أمني كبير.

وفي الميادين، اتخذت ميليشيات «أبو الفضل العباس» تدابير مشابهة؛ إذ عمدت إلى نقل أسلحة ثقيلة وذخائر عبر سيارات مغلقة بـشوادر ليلة الجمعة- السبت الماضيين إلى جهة مجهولة، كما رشقت سياراتها بالطين والتراب لإعاقة رؤيتها من الطيران الحربي. ونقلت صفحات إخبارية ومواقع محلية أن الميليشيات الإيرانية والقوات النظامية جلبت عائلات مدنية وأسكنتها بجانب حديقة «حويجة صكر» بدير الزور وسط نهر الفرات. وأفادت بأن محافظ دير الزور فاضل نجار أصدر قراراً يأمر بتسيير حافلات لنقل الركاب على نفقة الفصائل الإيرانية، لنقل الأهالي يوم جمعة من داخل المدينة إلى الحديقة لتشهد ازدحاماً بالمدنيين.

وبحسب مركز «جسور للدراسات»، ينتشر «الحرس الثوري» الإيراني في 125 موقعاً بعموم سوريا، موزعة على 10 محافظات تأتي في مقدمها محافظة درعا (جنوب) التي توجد فيها 37 نقطة عسكرية، تليها العاصمة دمشق وريفها بواقع 22 موقعاً، ثم مدينة حلب شمالاً؛ إذ توجد فيها 15 نقطة ومقراً عسكرياً. أما محافظة دير الزور فينتشر فيها نحو 13 مقراً إيرانياً أكبرها في مدينتي الميادين والبوكمال. وتمثل إيران إحدى أكبر القوى العسكرية الداعمة للنظام الحاكم بسوريا، بعد روسيا، منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للنظام الحاكم ربيع 2011. ونقل نشطاء محليون و«المرصد السوري لحقوق الإنسان» و«مركز جسور» معلومات مفادها أن أغلب المقاتلين الإيرانيين بسوريا يعملون في صفوف «الحرس الثوري»، وينتشرون في جنوب دمشق وريف حلب الجنوبي وريف حمص الشرقي، وريف دير الزور الشرقي. وتعد قاعدة «الإمام علي» قرب البوكمال من بين أكبر المقرات العسكرية الإيرانية، وتدير أنشطتها العسكرية وتدعم الفصائل الموالية لها، وتقع هذه «القاعدة» بالقرب من معبر القائم العراقي. إلى ذلك، وصلت أمس قافلة عسكرية للجيش الأميركي وقوات التحالف الدولي قادمة من إقليم كردستان العراق، دخلت من معبر «سيمالكا» الحدودي، وتوجهت نحو نقاطها العسكرية المنتشرة في حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي وقاعدتها بالقرب من بلدة الباغوز الحدودية. وتألفت القافلة من 50 آلية وشاحنة محملة بمعدات عسكرية ولوجستية. كما وصلت الأسبوع الماضي قافلة مماثلة من سيارات شحن كبيرة قصدت قواعد التحالف بدير الزور، في إطار تعزيز وجودها العسكري على الضفة الشمالية لنهر الفرات قبالة انتشار «الحرس الثوري» الإيراني والفصائل العراقية واللبنانية الموالية. وتشهد هذه المنطقة توتراً وسباقاً محموماً بالتنافس الدولي والإقليمي بين طهران وموسكو وواشنطن، وسط تصعيد الهجمات الإسرائيلية على القوات الإيرانية هناك.

 

الاتحاد الأوروبي يدعو إسرائيل إلى «تسهيل» إجراء الانتخابات الفلسطينية

الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2021

رحّب الاتحاد الأوروبي، اليوم (السبت)، بتحديد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية في مايو (أيار) وفي يوليو (تموز)، داعياً إسرائيل إلى «تسهيل» تنظيم الاستحقاق في كل الأراضي الفلسطينية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. وأُعلن أمس (الجمعة) موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية، وهي الأولى التي ستُجرى منذ 15 عاماً، وذلك في موقف يندرج في سياق تقارب بين حركتي «فتح» برئاسة عباس، و«حماس». ونقل بيان للمتحدث باسم وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، عنه قوله: «إنه نبأ محل ترحيب». وجاء في البيان أن «الاتحاد الأوروبي قدّم في السنوات الأخيرة دعماً متواصلاً لعمل لجنة الانتخابات المركزية وموّلها من أجل التحضير لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة وشاملة لكل الفلسطينيين، وهو يُبدي استعداده للتعاون مع الأطراف المعنيين من أجل دعم العملية الانتخابية». وأضاف المتحدث باسم وزير الخارجية الأوروبي أن «الاتحاد الأوروبي يدعو كذلك السلطات الإسرائيلية إلى تسهيل إجراء هذه الانتخابات في كل الأراضي الفلسطينية». وكان عباس قد دعا «لجنة الانتخابات وأجهزة الدولة كافة إلى البدء بإطلاق حملة انتخابية ديمقراطية في جميع محافظات الوطن، بما فيها القدس». لكن لم يتّضح ما إذا كانت إسرائيل التي ضمّت القدس الشرقة بعدما احتلّتها عام 1967، ستسمح للسكان الفلسطينيين بالتصويت في الاستحقاق المقبل، علماً بأنها سمحت لهم بذلك عامي 2005 و2006.وأكد المتحدث باسم وزير الخارجية الأوروبي أن «المؤسسات الديمقراطية التشاركية والتمثيلية والخاضعة للمساءلة ضرورية لتقرير المصير وبناء دولة فلسطينية». ومن المقرر إجراء الانتخابات التشريعية في 22 مايو، أما الاستحقاق الرئاسي فسيُجرى في 31 يوليو. وفي 31 أغسطس (آب) تُستكمل انتخابات المجلس الوطني الذي يضم أكثر من 700 عضو يمثّلون الشعب الفلسطيني.

 

«الجبهة الشعبية» تعلن عدم مشاركتها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية

غزة/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2021

أعلن مسؤول في «الجبهة الشعبية» الفلسطينية، اليوم (الأحد)، عدم مشاركتها في الانتخابات التشريعية الفلسطينية المقررة في مايو (أيار) المقبل. وصرح القيادي في «الجبهة الشعبية»، عمر شحادة، بأن «الجبهة» لن تشارك في الانتخابات على وضعها الحالي «كون شروط إنجاحها غائبة»، حسبما نقلت عنه وكالة «صفا» المحلية. وعدّ شحادة أن «مرسوم الانتخابات قبل الحوار الوطني لا يمثل ضماناً لإنهاء الانقسام السياسي الحاصل، وذلك على اعتبار أنه الهدف الرئيسي في هذه المرحلة لترتيب البيت الداخلي الفلسطيني». وأصدرت «الجبهة الشعبية»، الليلة الماضية، بياناً عدّت فيه صدور مرسوم الانتخابات قبل الحوار الوطني «لا يُشكّل ضمانة لإنهاء الانقسام السياسي والجغرافي» المستمر منذ منتصف عام 2007 وقالت «الجبهة» إن «أسباب الانقسام وما ترتب عليه من وقائع لم يجرَ معالجتها وطنياً، عدا عن عدم الاتفاق على كيفية تحويل الانتخابات إلى فرصة لإعادة بناء المؤسسات الوطنية؛ وفي مقدمتها (منظمة التحرير الفلسطينية)». وأضافت أن «التعديل الذي شمل انتخاب الرئيس كرئيس لدولة فلسطين - وليس رئيساً لـ(السلطة الفلسطينية) - يستدعي أن يكون انتخابه من مجموع الشعب الفلسطيني وعدم حصره على الفلسطينيين المقيمين في الضفة والقدس وقطاع غزة، كما جاء في المرسوم». ودعت «الجبهة الشعبية»، التي تعدّ ثاني أكبر فصيل في «منظمة التحرير الفلسطينية»، إلى «إعطاء الحوار الوطني الأولوية لمعالجة مختلف القضايا السياسية والتنظيمية وقواعد الشراكة الوطنية». وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أصدر، مساء الجمعة، مرسوماً رئاسياً بشأن إجراء الانتخابات العامة على 3 مراحل. وبموجب المرسوم؛ ستُجرى الانتخابات التشريعية في 22 مايو و«الرئاسية» في 31 يوليو (تموز) المقبلين، على أن تعدّ نتائج انتخابات المجلس التشريعي المرحلة الأولى من تشكيل «المجلس الوطني» لـ«منظمة التحرير الفلسطينية». وستُستكمل انتخابات «المجلس الوطني» في 31 أغسطس (آب) المقبل.

 

العراق يبذل جهوداً حثيثة لضبط الحدود مع سوريا

بغداد/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2021

قال المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول، إن هناك جهوداً حثيثة من القوات المسلحة لضبط ومسك الحدود مع الجانب السوري. ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن اللواء رسول، قوله اليوم (الأحد)، إن «القوات الأمنية تعمل بجد ومثابرة، وهناك متابعة وتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة بضرورة مسك الحدود، خصوصاً مع الجانب السوري». وأضاف أن «القوات الأمنية تركز بعملياتها الاستباقية على مناطق شمال شرقي سوريا، كونها لا تحتوي على قوات نظامية تابعة للجيش السوري، وإنما يوجد فيها العديد من المجاميع الإرهابية». وأشار إلى أن «عمليات التحصين جارية بشكل كبير مع الجارة سوريا، لملاحقة ما تبقى من بعض العصابات الإرهابية وفلولها في الأراضي العراقية»، مبيناً أن هناك «بضعة عناصر إرهابية متخفون، والعمليات الاستباقية للقوات الأمنية حققت نتائج إيجابية في مطاردتهم».

 

الاستخبارات العراقية: ضبط صواريخ ومنصات إطلاقها في كركوك

بغداد/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2021

أعلنت وكالة الاستخبارات العراقية، اليوم (الأحد)، ضبط صواريخ مع منصات إطلاقها في عملية أمنية في قضاء الدبس. وذكرت الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن «مفارزها المتمثلة بمديرية استخبارات الشرطة الاتحادية في وزارة الداخلية تمكنت من تنفيذ عملية استخباراتية في قضاء الدبس بمحافظة كركوك نتج عنها ضبط منصتين لإطلاق الصواريخ، و14 قوانة مدفع رشاش عيار 57، و6 صواريخ متوسطة، و24 قنبرة هاون عيار 60 ملم، و55 حشوة قنابر»، مبينة أنه «تم العثور على تجهيزات عسكرية مختلفة داخل إحدى الدور الفارغة في قرية السدرة التابعة للقضاء أعلاه من مخلفات عصابات (داعش) الإرهابية». وأضافت أنه «تم رفع المواد المضبوطة من دون حادث يُذكر».

 

العراق يعلن جاهزيته للخروج من قائمة «الدول الأكثر خطورة»/التحالف الدولي يزوده بأنظمة مراقبة لمكافحة الإرهاب

بغداد/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2021

أعلنت وزارة الخارجية العراقية أنها اتخذت عدة إجراءات من أجل رفع اسم العراق من قائمة الدول عالية المخاطر في مجالي غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف في بيان أمس، إن «الوزارة عملت بدأب عالٍ وعبر سفاراتنا المُنتشِرة في عُمُوم العالم على شرح جُهُود العراق في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتبيان مدى التزامه بالمعايير الدولية المعمول بها التي أسفرت عن رفع اسم العراق من قائمة فرقة العمل المالية الدولية (فاتف)». وأضاف الصحاف أن «سفارتنا في بروكسل تواصلت مع إدارة العمل الخارجي في المُفوضية الأوروبية، واستفسرت عن المعايير التي سيتبعها الاتحاد الأوروبي في إدراج الدول في القائمة الجديدة، كما أرسلت مُذكرتين رسميتين إلى الاتحاد الأوروبي طلبت فيهما تزويدها بالمعايير الأوروبية الواجب على العراق تطبيقها». ولفت إلى أن «سفارة جمهورية العراق في بروكسل أجرت عدداً من اللقاءات، وعقدت كذلك عدداً من الاجتماعات. ومن هذه الاجتماعات اجتماع مع مدير عام دائرة الاستقرار والخدمات وأسواق المال في المفوضية الأوروبية؛ لغرض الاستفسار عن موضوع إدراج العراق في قائمة الاتحاد الأوروبي بالنسبة للدول عالية المخاطر في مجال غسل الأموال وتمويل الإرهاب». وأوضح البيان أن «الخارجية شرحت جهود العراق والتزامه بمعايير الجهاز الدولي لمكافحة غسل الأموال، سواء على مُستوى تشريع القوانين أم على مُستوى التطبيق»، مبيناً أن «السلطات العراقية المُختصة كانت قد أحالت عديداً من مُرتكبي الجرائم المالية المتعلقة بهذا السياق إلى المحاكم المُختصة». وبيَّن أن «من الخطوات التي كان على وزارة الخارجية أن تخطوها في هذا الاتجاه، أن يبعث وزير الخارجية فؤاد حسين رسالة إلى نظرائه وزراء الخارجية في دول الاتحاد الأوروبي، يدعو فيها إلى الاعتراض على اللائحة المُفوضة المُقترَحة في مجلس الاتحاد الأوروبي». من ناحية ثانية، وفي وقت تواصل فيه الولايات المتحدة الأميركية خفض قواتها في العراق إلى أدنى مستوى منذ عودتها إليه عام 2014 بعد احتلال تنظيم «داعش» لعدد من محافظاته الغربية، أعلن التحالف الدولي تزويد العراق بأنظمة مراقبة جديدة.وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في بيان مقتضب أمس السبت، إن «الشركاء العراقيين حصلوا مؤخراً على معدات أنظمة المراقبة بما يعادل 14 مليون دولار، من خلال صندوق تمويل التدريب والتجهيز لمكافحة (داعش) الذي تشرف عليه عملية (العزم الصلب)». وأشار التحالف إلى أن «هذه القدرات تساعد في تمكين قوات الأمن العراقية في مهمتها المتواصلة من أجل تحقيق هزيمة (داعش)».وبينما لم تعلق الحكومة العراقية على التخفيض الجديد للقوات الأميركية في العراق، فإن الفصائل المسلحة الموالية لإيران في العراق لم تعلق هي أيضاً على هذا التخفيض، رغم أنها تضع شرط تسليم سلاحها بخروج الأميركيين من العراق. ميدانياً، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب القبض على عدد من المطلوبين في عمليات متفرقة في عدد من مناطق البلاد. وقال بيان صادر عن الجهاز إنه «شرع في تنفيذ عمليات نوعية جديدة استهدفت خلايا عصابات (داعش) الإرهابيـة التي تتخذ من المُدن الآمنة ملاذاً لها». وأضاف البيان أن «الجهاز نفذ عدداً من الواجبات شملت مُحافظات مُختلفة؛ حيث باشر رجال جهاز مُكافحة الإرهاب العملية الأولى في مُحافظة كركوك، وشملت أقضية داقوق ثُم الحويجة، والتي أسفرت عن إلقاء القبض على عُنصرين إرهابيين من عصابات (داعش) التكفيرية». وتابع البيان بأن «الجهاز قام بتنفيذ العملية الثانية في مُحافظة صلاح الدين (قضاء الشرقاط) والتي أسفرت عن الإطاحة بإرهابي آخر ينتمي لعصابات (داعش) الإرهابية». وطبقاً للجهاز، فإن «العملية الثالثة نفذت في مُحافظتي الأنبار وبغداد؛ حيث شملت العملية مناطق الكرمة والتاجي ومركز مُحافظة بغداد، والتي أسفرت عن اعتقال 3 عناصر من عصابات (داعش) الإرهابية، بينهم قيادي في التنظيم التكفيري». إلى ذلك، أعلنت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي عن الانتهاء من أول خطة للانتشار الأمني في محافظة ديالى. وقال عبد الخالق العزاوي النائب عن محافظة ديالى وعضو اللجنة، إن «الأحداث الأمنية في مدن حوض حمرين (58 كيلومتراً شمال شرقي بعقوبة) ومنها جلولاء وريف خانقين ومناطق أخرى، دفعت المؤسسة العسكرية إلى إعادة النظر في انتشار قطعات الجيش، وإجراء خطة عاجلة لإعادة توزيعها بشكل ممنهج من خلال تبادل المواقع بين لواءين عسكريين في آن واحد». وأضاف أن «خطة الانتشار الجديدة وهي الأولى خلال العام الجاري والأكبر منذ عام تقريباً، تم إكمال محاورها الرئيسية، وبدأت القطعات بمسك الأرض في مناطق الانتشار المتبادلة بين لواءين عسكريين تابعين لعمليات ديالى، مع الأخذ بنظر الاعتبار سد الفراغات وتأمين المحاور الرئيسية والاستراتيجية». وأشار العزاوي إلى أن «وضع ديالى الأمني يحتم إعادة لواء الشرطة الاتحادية الذي كان موجوداً قبل سنوات معدودة، من أجل مسك مناطق تحتاج إلى تعزيزات قتالية»؛ لافتاً إلى أن «وضع المحافظة الأمني يحتاج إلى مزيد من الاهتمام، في خضم الخروقات المتكررة وسقوط ضحايا من المدنيين؛ خصوصاً في المناطق المحررة».

 

صعوبات «تطبيع» العلاقات التركية ـ الفرنسية رغم رسائل التهدئة

باريس: ميشال أبو نجم/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2021

يوماً بعد يوم، تتبدى أكثر فأكثر، رغبة تركيا في إعادة وصل خيوط الحوار مع فرنسا بعد أشهر من التصعيد الذي كاد أن يفضي إلى مواجهة بحرية في شهر يونيو (حزيران) الماضي بين قطع بحرية فرنسية وتركية في مياه المتوسط. اليوم انتهت المواجهة الكلامية والإهانات المتبادلة بين الرئيسين رجب طيب إردوغان وإيمانويل ماكرون، وعاد المسؤولان لتبادل الرسائل الدبلوماسية «الودية» أقله في الشكل. الأول، كتب للثاني ليتمنى له سنة سعيدة مع حلول العام الجديد ليرد ماكرون على التحية بمثلها وليخاطب إردوغان بالتركية، بعبارة: «عزيزي طيب»، وفق ما أفاد مولود شاووش أوغلو أول من أمس. فبعد التصعيد والتهديد والابتزاز، عادت تركيا لتؤكد على لسان إردوغان وأوغلو على رغبتها في قلب صفحة الخلافات والتعاون وتوسيع أفقه وأطره. وتواصل إردوغان مع المستشارة الألمانية ثم مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فان دير لاين للتشديد على رغبات تركيا المتجددة في التقارب مع أوروبا التي «تنتمي إليها». وأرسل شاووش أوغلو إلى لشبونة التي تسلمت رئاسة الاتحاد الأوروبي من ألمانيا لتمهيد الطريق. وخلال اجتماعين مع سفراء الاتحاد الـ27 في أنقرة، الأول مع شاووش أوغلو والثاني مع إردوغان، وجه المسؤولان التركيان رسائل واضحة لبروكسل وباريس: فمن جهة، شدد إردوغان على رغبة بلاده في «إعادة العلاقات مع أوروبا إلى مسارها»، داعياً إلى أن «تتبوأ تركيا مكانتها داخل الأسرة الأوروبية». أما بخصوص فرنسا، فأكد أنه يريد «إنقاذ العلاقات معها من التوترات». وهذه الرسالة «بالواسطة» إلى باريس يبدو أن الرئيس التركي كررها «مباشرة» لـماكرون. ووفق شاووش أوغلو الذي سبق وتواصل مع نظيره جان إيف لو دريان بالهاتف واتفقا على «خريطة طريق» لتطبيع العلاقات بين باريس وأنقرة، فإن رسالتي إردوغان وماكرون أكدتا على استئناف الحوار بين البلدين وأن الرئيسين سيتواصلان بالهاتف أو عبر تقنية الفيديو قبل لقاء محتمل وجهاً لوجه.

ووصف الوزير التركي رسالة ماكرون بأنها «إيجابية جداً»، وأنه عبر عن رغبته بلقاء إردوغان. وبانتظار حصول هذا التطور الرئيسي، فإن باريس وأنقره اتفقتا على تعميق المباحثات في بعض المجالات كمكافحة الإرهاب والملفين السوري والليبي. السؤال المطروح في باريس وبروكسل والعواصم الأوروبية الأخرى يدور حول الأسباب والعوامل التي تدفع الطرفين التركي للتقارب مجدداً. حقيقة الأمر أن أنقرة تبدو الأكثر استعجالاً. ووفق وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون، فإن مرد الاستدارة التركية يعود للعقوبات التي فرضها الاتحاد على تركيا. وقال بون إن «حزم الاتحاد الأوروبي يؤتي ثماره» وإن «العقوبات على الأفراد والشركات التركية ستتواصل». لكن الطرف الفرنسي، رغم الرسائل وإعلانات النوايا، يبدو متشككاً بالنوايا والخطط التركية. فقد سبق للوزير لودريان، في حديثه عن تركيا، القول إن بلاده «تريد أفعالاً لا أقوالاً»، كما أن مصادر قصر الإليزيه أشارت إلى أن فرنسا «تحتاج الآن إلى خطوات ملموسة» من جانب أنقرة.

بيد أن مصادر دبلوماسية أوروبية في باريس وإن أخذت بعين الاعتبار موضوع العقوبات وأثرها على تركيا، إلا أنها قالت لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يتعين تضخيم أهميتها»، إذ إنها «عقوبات مخففة ولا تعني سوى عدد قليل جداً من الأشخاص والشركات». وسبق لأوروبا أن فرضت مثلها وفي السياق عينه، في عام 2019. وبرأي هذه المصادر أن رغبة التقارب التركية مع باريس سببها السعي لـ«تحييد» فرنسا حتى لا تكون عائقاً يحول دون تقارب أنقرة مع الاتحاد.

يضاف إلى ذلك سببان رئيسيان: الأول، حالة الاقتصاد التركي المتدهور من جهة وسعي أنقرة لاستباق تسلم إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن زمام الأمور في الولايات المتحدة الأميركية ومخاوف السلطات التركية من تغير السياسة الأميركية تجاهها بحيث لن يحظى الرئيس إردوغان بـ«التفهم»، الذي حظي به لدى الرئيس ترمب إزاء سياساته في سوريا وليبيا وشرق المتوسط وحتى داخل الحلف الأطلسي. من هنا، حاجته لأوروبا الراغبة بدورها في قلب صفحة الجفاء مع أنقرة. والدليل على ذلك أن رئيسة المفوضية ورئيس المجلس الأوروبي سيزوران أنقرة قبل نهاية الشهر الحالي وسيسبقهما إلى بروكسل، من أجل محادثات تمهيدية، الوزير شاووش أوغلو. وكمؤشر لحسن نواياها، أعلن أن اجتماعاً «استكشافياً» بين وفدين تركي ويوناني سيجرى في إسطنبول في 25 الحالي بشأن الخلافات.

ولتركيا مطالب عديدة من أوروبا التي تتهمها بعدم الوفاء بالاتفاقية المبرمة معها بشأن اللاجئين وتحديث اتفاقية «الاتحاد الجمركي» وإلغاء التأشيرات للمواطنين الأتراك وأخيراً إعادة إطلاق مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد وهي المتوقفة منذ سنوات علماً بأنها انطلقت قبل 16 عاماً.

يبقى أن لباريس «مصلحة» في إعادة الحياة لعلاقاتها مع تركيا. ذلك أن الكثيرين في باريس يعتبرون أن التصعيد مع تركيا «لم يكن مفيداً» وأن الأمور «ذهبت بعيداً» وأنها «لم تكن في صالح باريس» التي لم تنجح في وقف التمدد التركي. يضاف إلى ذلك أن «عداوة» باريس لأنقرة لم تلق الدعم الذي كانت تسعى إليه باريس من شركائها في الاتحاد الأوروبي، لا بل إنها واجهت معارضة من دولتين رئيسيتين هما ألمانيا وإسبانيا. وتعتبر الكثير من الدول الأوروبية أن تركيا عضو مهم في الحلف الأطلسي وأن من غير المفيد «إبعادها» عن أوروبا أو استدعاؤها إرضاء للرئيس الفرنسي، الأمر الذي فهمته أنقرة وسعت لاستغلال اختلاف الرؤى بين الأوروبيين لصالحها. لكن هذه الاعتبارات وإعلان النوايا لا تعني أبداً أن «تطبيع» العلاقات التركية مع فرنسا سيكون أمراً سهلاً، إذ إن مواضع الاحتكاك والاختلافات لن تزول بسحر ساحر فلا تركيا تخلت عن طموحاتها الغازية في شرق المتوسط ولا عن طموحاتها في ليبيا أو سوريا ولا باريس مستعدة لترك النفوذ التركي يتنامى بينما تلزم موقف المتفرج. لذا، فمن المبكر الحديث عن «تطبيع» بين بلدين عاشا في الأشهر الأخيرة دراما حقيقية وتبادل اتهامات ومواجهات غير مباشرة.

 

تفاصيل المقالات والتعليقات والتحاليل السياسية الشاملة

المبادرة الفرنسية في “الحجر السياسي”

محمد شقير/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2021

يبدو أن المبادرة الفرنسية لإنقاذ لبنان أُودِعت في «الحجر السياسي» ولم تعد قابلة للتسويق، ما لم يتمكن صاحبها الرئيس إيمانويل ماكرون من تذليل العقبات الخارجية التي كانت وراء تعطيل مفاعيلها السياسية، بدءاً بتشكيل حكومة مهمة تأخذ على عاتقها انتشاله من قعر الانهيار الاقتصادي والمالي، وهذا لن يتحقق على الأقل في المدى المنظور، وقبل الوقوف على الخطوط العريضة لسياسة الرئيس الأميركي جو بايدن الشرق أوسطية، والمسار العام الذي ستسلكه العلاقات الأميركية- الإيرانية، في ظل تعدد القراءات السياسية حول مستقبلها.

فالرئيس ماكرون عندما أطلق مبادرته الإنقاذية لمساعدة لبنان انطلق من الكارثة التي حلت ببيروت من جراء انفجار المرفأ، والتي كانت وراء تهافت اللبنانيين على استقباله أثناء تفقده للأحياء المتضررة في العاصمة، في ظل غياب أركان الدولة عن السمع، خوفاً من ردود الفعل الشعبية الناقمة على الذين تسببوا في هذه النكبة. لكن ماكرون لم يوفر الحماية الدولية والإقليمية لمبادرته التي حظيت بتأييد جميع المكونات المعنية بتشكيل حكومة مهمة تتبنى خريطة الطريق التي وضعها للانتقال بلبنان من مرحلة التأزم الاقتصادي والمالي الذي بات يهدده بالزوال إلى مرحلة التعافي المالي، قبل أن يكتشف لاحقاً أن بعضها سرعان ما انقلب على ما التزم به، ولم يقرن أقواله بأفعال ملموسة وبخطوات تنفيذية. وحاول ماكرون الاستعانة بالحراك المدني للضغط على القوى السياسية التقليدية للسير في مبادرته الإنقاذية، من دون أن يلتفت إلى خارج الحدود اللبنانية باتجاه القوى الدولية والإقليمية المؤثرة في الداخل، لتأمين شبكة أمان سياسية تؤدي إلى تحصين مبادرته، بعد أن تفرغ كلياً لتسويقها بمساعدة خلية الأزمة الفرنسية التي شكلها وأوكل إليها مهمة التواصل مع الداخل اللبناني، لإزالة العقبات التي تعترض تشكيل الحكومة.

وفي هذا السياق، قال مصدر سياسي لـ«الشرق الأوسط» إن ماكرون سعى جاهداً لإنقاذ لبنان، ليس انطلاقاً من العلاقة المميزة التي تربطه بفرنسا فحسب، وإنما لأنه كان شديد التأثر بالمشاهد المأسوية التي عاينها بأم العين، والتي أملت عليه القيام بكل ما في وسعه لمساعدة المتضررين، ومد يد العون لهم لإعادة إعمار ما خلَّفه الانفجار من دمار. لكن ماكرون – بحسب المصادر- فوجئ وهو يحث القوى السياسية على تشكيل حكومة مهمة بالعقوبات الأميركية التي استهدفت تباعاً رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، والوزراء السابقين علي حسن خليل وغازي زعيتر ويوسف فنيانوس، والتي أعاقت تأليفها، وبالأخص من قبل رئيس الجمهورية ميشال عون الذي لم يكن مرتاحاً لشمولها وريثه السياسي، أي باسيل الذي يطمح للترشح لرئاسة الجمهورية.

كما أنه فوجئ بعدم تجاوب طهران مع مبادرته، رغم أنه سعى من خلال فريق عمله لإقناعها بتسهيل تشكيل حكومة مهمة من دون أن يتمكن، وصولاً إلى أنه أُعلم بلسان وزير الخارجية محمد جواد ظريف خلال زيارته لموسكو بأن مهمته في بيروت تواجه صعوبة، وذلك بتوجيهه سؤالاً مباشراً لماكرون عما يفعله في بيروت. ورأى المصدر أن اعتراض طهران على التسوية التي سعى لها ماكرون يكمن في أن القيادة الإيرانية ليست في وارد تسهيل مهمته؛ لأنها تفضل الاحتفاظ بالورقة اللبنانية لتكون واحدة من الأوراق للتفاوض عليها مع الإدارة الأميركية الجديدة؛ خصوصاً أنها كانت تراهن على فوز بايدن، وبذريعة أن واشنطن هي الأقدر لدفع الأثمان المطلوبة لقاء مقايضتها الورقة اللبنانية برفع العقوبات الأميركية المفروضة عليها.

ولفت إلى أن دخول لبنان في مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل لترسيم الحدود البحرية المتنازع عليها بوساطة أميركية وبرعاية الأمم المتحدة وبتأييد إيران، لم يكن يهدف سوى إلى مهادنة واشنطن لبعض الوقت إلى حين تجاوز الاستحقاق الرئاسي الأميركي، وهذا ما يفسر معاودة تجميدها برفع لبنان لسقوف التفاوض.

وأكد المصدر السياسي أن الفريق المساعد لماكرون أخطأ بعدم استخدامه لمجموعة من الأوراق الضاغطة التي يمكنه توظيفها لتنعيم موقف «حزب الله» ومن خلاله طهران، وسأل: هل كان مضطراً لتحييد مبادرته عن الأمور السياسية التي ما زالت عالقة، وتحديداً بالنسبة إلى ترحيل البحث بالاستراتيجية الدفاعية للبنان وبأحادية سلاح الدولة، بذريعة أن سلاح الحزب يُبحث في إطار المفاوضات الخاصة بالمنطقة؟

وأضاف أن ماكرون توخى من ترحيل النقاط الخلافية توفير الحماية الداخلية لتسويق مبادرته، بدلاً من أن يربط تأجيل البحث فيها بموافقة الحزب وحليفه عون بلا شروط لإنقاذها، بدلاً من أن يغرق في الرمال اللبنانية المتحركة التي استنزفت فريقه المكلف بالتواصل مع المكونات السياسية الرئيسة.

واعتبر أن ماكرون أخطأ في التفاوض مع «حزب الله» من خلال مبعوثه إلى بيروت باتريك دوريل، الذي تبلغ منه بأنه يدعم تسهيل ولادة الحكومة من دون أن يطلب منه الضغط على عون وباسيل، وسأل: كيف يُصرف موقف الحزب وأين؟ ما دام يراعي حليفيه إلى أقصى الحدود، وهما اللذان ينوبان عنه في تعليق البحث بتأليف الحكومة إلى ما بعد تسلم بايدن سلطاته الدستورية الأربعاء المقبل.

كما سأل: لماذا نأى «حزب الله» بنفسه عن التدخل لإنجاح المبادرة الفرنسية، بدلاً من أن يرد التحية بأحسن منها لباريس التي تكاد تكون العاصمة الأوروبية الوحيدة التي ما زالت تميز بين جناحي الحزب المدني والعسكري؟

لذلك فإن مشكلة باريس في تسويق مبادرتها تكمن في أنها كلفت فريقاً بعض أعضائه من الهواة، بمواكبة الاتصالات الجارية، وتحديداً بين عون والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة سعد الحريري، من دون أن يتدخل هذا الفريق، بعد أن أُعلم بتفاصيل الخلافات التي تؤخر تشكيل الحكومة.

وعليه، لا بد من الإشارة إلى أن ماكرون الذي احتضن «الحراك المدني» لم يُحسن في المقابل إدارة التفاوض لتشكيل الحكومة، وإلا فلماذا ساوى بين من يعرقلها وبين من يؤيد مبادرته، بدلاً من أن يُشهر سلاح الموقف لقطع الطريق على من يسعى لإدراجها على لائحة الانتظار؟ إلا إذا ارتأى المجتمع الدولي التدخل بعد أن تجاوزت «كورونا» بشقيها الصحي والسياسي الخطوط الحمر، وتهدد لبنان بالانهيار الشامل.

 

فضيحة في لبنان: الهبة القطرية “مخزّنة” والمستشفيات تعاني نقصاً في الأسرّة وأجهزة التنفّس

سعد الياس/القدس العربي/17 كانون الثاني/2021

بعد فضيحة وجود 50 جهاز تنفس أكسجين في المدينة الرياضية ببيروت مقدمة كهبة من دولة قطر مع مستشفى ميداني لم يتم تركيبه بعد، فيما لبنان يعاني نقصاً كبيراً في المستلزمات الطبية وامتلأت أسرّة العناية الفائقة وغرف المستشفيات والطوارئ بحالات كورونا، حاول وزير الصحة حمد حسن الموجود في مستشفى السان جورج للعلاج من الإصابة بفيروس كورونا استيعاب الفضيحة، وإعطاء بصيص أمل من خلال إعلانه عن تسلّم وزارة الصحة الأحد 18 قطعة من أجهزة التنفس الكاملة (ICU Ventilators)، لاستخدامها في أقسام العناية الفائقة للمرضى من ذوي الحالات الحرجة، وهي تشكل الدفعة الأخيرة من سلسلة دفعات اشترتها الوزارة في شهر آذار الماضي من قرض البنك الدولي، وتأخّر وصولها بسبب مشكلة تحويلات مالية للمستورد.

وأعلن المكتب الإعلامي لوزير الصحة أنه “بدأ توزيع الأجهزة بمتابعة من رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ووزير الصحة بحسب الضرورة. كما تضمنت الدفعة التي تمّ تسلمها أجهزة أكسجين بالأنف عالي الضغط (High Flow Nasal Cannula Devices)، وبدأ توزيعها على سبيل هبات أو إعارة للمستشفيات الخاصة والحكومية التي تشهد ضغطاً كبيراً وتبدي تعاوناً جدياً لمصلحة مرضى كورونا، وفق الآتي: 48 جهازاً لـ25 مستشفى خاصاً و42 جهازاً لـ13 مستشفى حكومياً في مختلف المحافظات.

وبالنسبة إلى المستشفيات الميدانية المقدمة من دولة قطر والتي حصل خلاف على مكان وضع أحدها في جنوب لبنان بين حزب الله وحركة أمل فيما تأخّر تركيب اثنين آخرين في الشمال أعلن المكتب “أن رئيس مجلس النواب نبيه بري بادر مشكوراً إلى الطلب من وزير الصحة العامة تحويل المستشفى الميداني القطري من صور إلى مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي أو المدينة الرياضية، على أن تقوم جامعة البلمند بجهود مشكورة من رئيسها الدكتور الياس وراق بتشغيل المستشفى بالتعاون مع النقابات المعنية وكليات الطب والمستشفيات الجامعية والصليب الأحمر بمواكبة مباشرة من وزارة الصحة العامة وفرقها المتخصصة. في الوقت نفسه، تستمر الأعمال في سير الضنية وطرابلس لتركيب المستشفيين الميدانيين القطريين في القريب العاجل ونقل الأجهزة الموجودة في المدينة الرياضية إليهما”.

وكان الوباء في لبنان قد أودى في آخر إحصاء بحياة 1866 شخصاً وإصابة 249,258 آخرين، وازدادت شكاوى المواطنين من غياب الأدوية الضرورية في الصيدليات ومن غلاء أسعار أجهزة الأكسجين ليلامس سعرها حوالي 1200 دولار وحجز آلات في مرفأ بيروت بسبب عدم القدرة على إنجاز معاملاتها.

ولوّح ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بتوجّه مجموعات الثوار إلى المدينة الرياضية لأخذ معدّات أجهزة التنفس وتوزيعها على مرضى كورونا ولاسيما بعد قرار قاضي الأمور المستعجلة في النبطية بتسليم الدولة اللبنانية جهازي تنفّس إلى مريضين من الهبة القطرية المودعة في المدينة الرياضية.

وغرّد مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي فراس أبيض عبر “تويتر” قائلا: “للأسف، كلام نقيب المستشفيات الخاصة حول امتلاء أسرّة كورونا في المستشفيات بما فيها أقسام الطوارئ هو توصيف دقيق للواقع السيئ، وخاصة في بيروت، وجبل لبنان، والنبطية”.

من جهته، رأى رئيس حزب الكتائب سامي الجميل أن “على الدولة اللبنانية إشراك المرجعيات الطبية الوطنية والدولية فوراً في كل خطوات استيراد وتنظيم وتوزيع أنواع فاعلة وأعداد كافية من اللقاحات، حتى لا يُدار هذا الملف بالطريقة العشوائية التي تمّ التعاطي فيها مع خطط احتواء الوباء والمساعدات المالية والسلل الغذائية المدعومة”. وكانت الانتقادات من إعلاميين وناشطين تركّزت قبل يومين على وزير الصحة، رغم الجهد الذي حاول إبرازه من خلال نشر صورة له وهو يوقّع في المستشفى معاملات لوزارته لتسيير العمل. وغرّدت الإعلامية نوال بري: “الله يشفي كل مريض.. بس خلص بشرفكن وقفوا نشر صور ما إلها عازة للوزير بالمسشتفى هو عم يشتغل ومدري شو. سلامة قلبو والله بس يسواه ما يسوى كل المرضى بالمستشفيات. وفي ناس بالعناية الفايقة منعرفهم وما منعرفهم عم يصارعوا ليعيشوا بعد ما تأخّروا كتير ليفوتوا عالمستشفى لأن ما في تخوت”.

وقالت الصحافية جولي مراد: “ما فيك تطلب من الناس ما تنتقد وزير الصحة اللي حالتو ما بتستدعي الاستشفاء وقاعد يتصوّر كل يوم متل النجوم والأضرب يشغل سريراً ليس بحاجة اليه بوقت في كتير ناس كبار مزتوتة بالشارع وحالتها اصعب منو وما عم بتلاقي محل…ما فيي شوف الشواذ وزقّفلو…لو بقيت ببيتك وتنازلت عن سريرك كنت كسبت احترامنا “. ونشرت نوال مدلّلي صورة وزير الصحة وهو يوقّع معاملات وزارته من دون كمامة وقفازات، وحذّرت من نقله الفيروس عبر اللمس أو التنفّس فوق الأوراق، وهذا ما أكد عليه الإعلامي رياض طوق الذي كشف أنه أصيب نتيجة استعماله لأوراق أخذها من أحد المصابين قبل أن يكتشف اصابته. وقال: “إن الوزير سيعرّض كل الموظفين الذين سيستعملون هذه الأوراق من بعده لخطر الإصابة”.

 

الدعوة لانتخابات مبكرة تصطدم بعوائق سياسية وقانونية

نذير رضا/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2021

جدد حزب «القوات اللبنانية» الدعوة لانتخابات نيابية مبكرة، تعيق الانقسامات السياسية تنفيذها، كذلك الاستعدادات اللوجستية، في وقت بدأت فيه المهل القانونية تزاحم إجراء الانتخابات النيابية في موعدها في عام 2022 في ظل خلافات سياسية على قانون الانتخابات المزمع إقراره، وتزامنها مع الانتخابات المحلية المفترض إجراؤها في عام 2022 أيضاً، ما من شأنه أن يشكل ارتباكاً إدارياً للسلطات اللبنانية. وأكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، أنه لا يمكن تحقيق أي تقدم أو خلاص في لبنان، ما دامت تتولى السلطة الأغلبية البرلمانية الحالية المكونة من «حزب الله»، وحزب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وحلفائهم. وقال: «كما هي الحال في أي ديمقراطية حقيقية، أعتقد بقوة أن الانتخابات البرلمانية المبكرة هي الطريقة الوحيدة لإحداث تغييرات وإيجاد حلول لمشكلات لبنان التي طال أمدها».

وتصطدم الدعوات لإجراء انتخابات نيابية مبكرة، منذ العام الماضي، بموانع سياسية وضعتها قوى لها تمثيل كبير في البرلمان، وفي مقدمها «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» وغيرهما، في وقت لا يمكن فيه إنهاء ولاية البرلمان بأن يحل نفسه، وهو ما يحتاج إلى توافق سياسي غير متوفر، إلى جانب عقبات قانونية مرتبطة بقانون الانتخابات الأخير الذي أقر في عام 2017، في حال جرى التوافق على إجراء الانتخابات على أساسه.

فالقانون الأخير نص على تحديد 6 مقاعد نيابية للبنانيين في بلاد الاغتراب، يجري انتخابهم في الدورة اللاحقة لدورة عام 2018. ويقول الخبير الانتخابي سعيد صناديقي إن يذلك يفرض على وزارتي الداخلية والخارجية تشكيل لجنة تحدد طوائفهم وتوزيعهم على القارات؛ لكن ذلك لم يحدث حتى الآن، وبناء عليه: «لا يستطيعون إجراء انتخابات مبكرة على القانون نفسه من غير تحديدهم، أو سيضطرون إلى تأجيل هذه المادة في القانون، وهو ما يحتاج إلى تعديل في البرلمان منعاً لمخالفة القانون وتعريض الانتخابات للطعن في مجلس شورى الدولة».

وتنطلق «القوات» وقوى سياسية أخرى بينها «الكتائب اللبنانية» من أن مزاج الناخب اللبناني بعد انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 تغير، وهو من شأنه أن يعدل موازين القوى في البرلمان الذي يفترض أنه سينتخب الرئيس المقبل للجمهورية في خريف 2022.

ويقول مقربون من «القوات اللبنانية» لـ«الشرق الأوسط» إن الحزب «بات الأوسع تأييداً في صفوف المسيحيين»، ويشير هؤلاء إلى أن الشارع على المستوى الشعبي «بات ضد السلطة، ورئيس (التيار الوطني الحر) النائب جبران باسيل من ضمنها، ويحمله مسؤولية التدهور».

غير أن المطلعين على أرقام الانتخابات لا يعتقدون بتغييرات أساسية في موازين القوى، في حال جرت الانتخابات على القانون القائم، ولو أن هناك شبه إجماع على أن كتلة «لبنان القوي» التي يترأسها باسيل لن تكون كما هي، بالنظر إلى أن حلفاء له خاضوا الانتخابات السابقة إلى جانبه، انسحبوا من تكتله البرلماني بعد 17 تشرين الأول، وفي مقدمهم النائبان السابقان نعمت أفرام وميشال معوض.

ويستند صناديقي في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى دراسات أجرتها بعض الأحزاب، تشير إلى أنه في حال وُجد بديل جدي، فإن المستقلين ستزداد مشاركتهم في الانتخابات بحجم يقارب الـ5 في المائة عما كان عليه في 2018، ما يعطي الكتلة المستقلة في البرلمان نحو 3 نواب إضافيين، يُضافون إلى تغييرات أخرى قد تحصل لجهة خسارة أحزاب تقليدية من حصتها، وفي صدارتها «الوطني الحر»، لصالح القوى المدنية أو «حزب الكتائب» مثلاً.

وبينما يبني البعض على التغييرات التي حصلت في الانتخابات النقابية أو الجامعية، يقول صناديقي إن «مزاج الناخب في الأطراف مختلف، وعادة ما تحدده عوامل كثيرة، مثل الخطاب الطائفي أو التقديمات الاجتماعية» قبل موعد الانتخابات، معتبراً أن في الأطراف «قوى ناخبة كبيرة وغير منظورة». ويشير إلى أن نتائج الدراسة «تظهر أن الثنائي الشيعي قادر على الاحتفاظ بنوابه، و(المستقبل) كذلك في حال لم يظهر بديل جدي يمنح الناخب السني الأمان والأمل، أما حزب (القوات) فمن غير المرجح أن تزداد كتلته، إلا بالتحالف مع مستقلين، بالنظر إلى أنه جمع أكبر نسبة من النواب في الانتخابات الأخيرة».

ويرى صناديقي أن توزيع الهبات عبر البلديات المحزبة في المناطق «يمثل مالاً انتخابياً يمكن أن يساعد الأحزاب في المناطق النائية على الاحتفاظ بقواعدها الانتخابية، بينما التغيير الأساسي يتم في المدن والعاصمة».

وبمعزل عن الأرقام التي يمكن أن تتبدل يوم الانتخابات، تظهر تعقيدات أخرى تواجه طرح الانتخابات المبكرة، أهمها أزمة «كورونا» في هذا الوقت، ما يحول دون إجراء انتخابات. وفي حال تم إقرارها بعد 6 أشهر، وهو أمر لا يزال افتراضياً، فإن لبنان يكون قد اقترب من موعد انتهاء ولاية مجلس النواب التي تنتهي في 6 أيار 2022، ما يعني أن التحضيرات للانتخابات يجب أن تبدأ أقله قبل عام، لجهة إعداد قوائم الناخبين والتحضيرات اللوجستية، وتعيين هيئة الإشراف على الانتخابات التي تحتاج إلى حكومة.

ووفق القانون اللبناني، يفترض أن تجري الانتخابات قبل 60 يوماً من نهاية ولاية المجلس في 6 أيار 2022، ويتزامن ذلك مع شهر رمضان في نيسان 2022، ما يعني أن الانتخابات يجب أن تجرى في آذار. وبما أن القانون اللبناني يفرض إعداد قوائم الناخبين في 30 آذار من كل عام، فإنه إذا جرت الانتخابات قبل هذا التاريخ، سيُحرم نحو 120 ألف ناخب يزدادون سنوياً على قوائم الناخبين، من الاقتراع.

ويعد ذلك معضلة تُضاف إلى تزامن الانتخابات النيابية مع انتخابات المجالس البلدية والمخاتير، ما يفرض إرباكاً إدارياً على الدولة في حال قررت السلطات إجراء الانتخابات النيابية والمحلية في موعد واحد، وإلا ستضطر لتأجيل إحداهما، كما تفرض إرباكاً على المجتمع المدني وسط أسئلة عما إذا كان قادراً على إجراء الانتخابات في موعد واحد بمواجهة الأحزاب التقليدية، علماً بأن الانتخابات تحتاج إلى 22 ألف مندوب بالحد الأدنى، يتوزعون على 7 آلاف قلم اقتراع في لبنان.

 

باسيل يطيّر "الكوادر الوسطية" في "التيّار": تنظيم حديديّ؟

كريستال خوري/أساس ميديا/الإثنين 18 كانون الثاني 2021

يوم عدّلت قيادة "التيار الوطني الحر "النظام الداخلي لجهة استبدال آلية انتخاب منسّقي الأقضية، بالتعيين، ووجِهت تلك الخطوة بسيل من الاعتراضات والاحتجاجات على تحوّل النظام إلى نظام رئاسي ممسوك من القيادة بشكل مباشر على نحو يحوّل القيادات الوسطية إلى مجرّد "مأمورين" وأدوات تنفيذية لأجندة الرئيس وحساباته. وها هي التجربة تثبت صحّة تلك المخاوف. في أيلول 2018، أجرى رئيس الحزب جبران باسيل نفضة شاملة في المواقع الوسطية، وأصدر قراراً بتعيين عدد من منسّقي الأقضية والمناطق، ثم عاد بعد حوالي سنة وأجرى بعض التعديلات الطفيفة بحجة أنّ هؤلاء لم يتمكّنوا من "التقليع" في مهمّتهم الجديدة. اليوم، عشية المؤتمر العام المفترض عقده، إلكترونياً، في آذار المقبل، تجري قيادة "التيار" نفضة جديدة على مستوى منسّقي الأقضية والمناطق.

إلى الآن، يوحي الخبر بأنّ "التيار" في حالة دينامية صحيّة، تحترم مبدأ "تداول السلطة" لتفعيل الحركة والنشاط على مستوى القواعد الحزبية. لكنّ التدقيق في ما يجري داخل "التيار" بيّين غير ذلك. وفق المعلومات، لا بدّ من التوقف عند الملاحظات الآتية:

في أيلول 2018، أجرى رئيس الحزب جبران باسيل نفضة شاملة في المواقع الوسطية، وأصدر قراراً بتعيين عدد من منسّقي الأقضية والمناطق، ثم عاد بعد حوالي سنة وأجرى بعض التعديلات الطفيفة بحجة أنّ هؤلاء لم يتمكّنوا من "التقليع" في مهمّتهم الجديدة

- أولاً، أظهرت التعيينات الجديدة، والتي خرجت أولى دفعاتها إلى العلن، كمنسّقيات كسروان والبقاعيْن، أنّ "نفوذ" نائب الرئيس، القيادي العتيق، منصور فاضل، هو الطاغي على هذه التغييرات الجديدة. لا بل يتردّد أنّ فاضل هو الذي أقنع جبران باسيل بشمولية التغييرات وأن لا تقتصر فقط على المواقع المشكو من ضعفها كما حصل في جولات سابقة. وتعود هذه الحماسة إلى رغبة فاضل في أن يكون له الكلمة الفصل في هذه التعيينات كونه يعرف الأرض جيداً، وأكثر من غيره من القياديين، وتحديداً نواب الرئيس الآخرين، وليتمكّن بذلك من إمساك القواعد على نحو حديديّ.

- ثانياً، تؤكد هذه المراجعة أنّ ثمة صراعاً مكتوماً بين نواب الرئيس، وتحديداً بين فاضل وبين نائبة الرئيس للشؤون الإدارية مارتين كتيلي، التي يفترض أنّها المخوّلة في مساعدة الرئيس في هذا الشأن بالذات. وهي سبق أن أجرت تعيينات يبدو أنّ فاضل يتحضّر لقلب طاولتها رأساً على عقب، وهو الذي كان يطمح بالأساس للجلوس على كرسي كتيلي. مع العلم أنّ البعض يربط جانباً من الهامش الواسع المُعطى لفاضل بموقع شقيقته لارا زلعوم المسؤولة في "المؤسسة اللبنانية للإرسال."

- ثالثاً، تحت عنوان تطويق أي ردات فعل سلبية نتيجة هذه التغييرات، قررت القيادة القيام بنفضة شاملة لا تستثني أي موقع، ما يعني أنّ "الصالح سيطير بعزا الطالح"، مع أنّ أزمة جائحة الكورونا أثبتت أنّ ثمة منسّقين بذلوا جهوداَ استثنائية في متابعتهم ونشاطهم ومبادراتهم، على خلاف غيرهم الذين لم يكونوا على قدر المسؤولية. الأمر الذي لم يترك أثراً طيباً لدى القواعد التي عبّر الكثير منها عن تململ نتيجة نفضة قد تخرج بعض القياديين ذات السمعة الطيبة من الواجهة.

- رابعاً، لا يسقط بعض المتابعين عن هذه التعيينات، التي تحصل في توقيت غير مفهوم سياسياً، احتمال أن تكون من باب سعي القيادة إلى إمساك الأرض بشكل حاسم تمهيداً لانتخابات رئاسة الحزب المفترض حصولها في العام 2023، ولو أنّه احتمال مبالغ فيه نظراً للمسافة الزمنية الكبيرة الفاصلة عن الاستحقاق.

- خامساً، التغيير سيؤدي إلى وقوع اشكالات كبيرة إذا أتى على حساب المجموعات الممسكة بالأرض، وتحديداً في جبل لبنان، وتحديداً أكثر بين المتن وبعبدا وجبيل. الأمر الذي قد يتجنّبه باسيل وفق عارفيه.

الأهم من ذلك كله، هو اعتراض بعض العونيين على تلهّي القيادة في زواريب داخلية لا تقدّم أو تؤخر في مسار الحزب، خصوصاً أنّها لا تستند إلى استراتيجية عمل واضحة وأهداف محددة، لا بل تحصل في وقت يغرق البلد في انهيار شامل وموت بطيء، في حين كان يفترض بالتيار الذي تتغنّى قيادته بالنموّ المرتفع في عدد البطاقات الحزبية، وبكونه عابراً للمناطق والطوائف ولديه كتلة نيابية هي الأكبر في البرلمان ويضم عدداً كبيراً من الميسورين الذين فضّلتهم القيادة على المناضلين... كان يُنتظر منه أن تكون لديه خلية أزمة توازي بعملها ونشاطها عمل الدولة العاجزة والمفلسة لمواجهة الجائحة، وأن تكون قادرة على تحقيق خطوات جبّارة، مثل تأمين أجهزة تنفّس أو المساعدة على تجهيز المستشفيات أو حتّى تسريع استيراد لقاحات.

 

من فتح مطارنا لرحلات سورية... ولعقوبات "قيصر"؟

عماد الشدياق/أساس ميديا/الإثنين 18 كانون الثاني 2021

تسير السلطات اللبنانية في مقاربة العقوبات الأميركية، كذاك الذي يسير بين نقاط المطر. فعلى الرغم من أنّ العقوبات لم تطل حتّى اللحظة أجهزة الدولة اللبنانية ومؤسساتها، وتنحصر باستهداف الشخصيات السياسية فقط، إلاّ أنّ سلوك السلطة يوحي بأنّها لا تتورّع في البحث عن المتاعب بـ"السراج والفتيلة".

لم يكفنا خطّ التهريب "السائب" على طول الحدود السورية نفطاً وسلعاً، ولا التفاصيل الجديدة التي كشفت عن دور النظام السوري باستقدام "بابور الموت" بنيترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت، وإنما فوق هذا كله عاد الطيران السوري لاستئناف رحلاته بين بيروت وحلب ودمشق بعد انقطاع دام نحو عشر سنوات.

وليس مفهوماً إن كانت السلطات اللبنانية ومن هم خلفها، يقومون بإطلاق "بالونات حرارية" لاستطلاع مزاج الإدارة الأميركية الجديدة، أم أنهّم يفعلون ذلك عن قناعة راسخة بضرورة التعاون مع النظام؟ لأنّ هذا السلوك سينتهي بنا بلا شكّ: دولة معاقبة أميركياً.

مصدر في الخطوط الجوية السورية العائدة للدولة السورية، كشف لـ"أساس" أنّ الرحلات التي استأنفها الطيران السوري الأسبوع الفائت بين بيروت وحلب، ستكون أسبوعية وستصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي فجر كل يوم جمعة وستتنقّل بين دمشق وحلب وبيروت.

المصدر كشف أنّ شركة Syrian Air بصدد التقدّم من الأمن العام اللبناني اليوم الاثنين، بإذنٍ خاص لإجراء عمليات الـHandling وتحضير الـ Load sheetsالخاصّة بالطائرة السورية وتشغيل خدمات ركابها يدوياً. لأنّ الطيران السوري محظور من استعمال نظام Amadeus الأوروبي المختصّ بهذه العمليات، منذ تشرين الأول الفائت ("أساس" أول من كشف هذه التفاصيل).

مصدر في الخطوط الجوية السورية العائدة للدولة السورية، كشف لـ"أساس" أنّ الرحلات التي استأنفها الطيران السوري الأسبوع الفائت بين بيروت وحلب، ستكون أسبوعية وستصل إلى مطار رفيق الحريري الدولي فجر كل يوم جمعة وستتنقّل بين دمشق وحلب وبيروت

المعلومات تكشف أنّ جهاز الأمن العام الموجود في مطار رفيق الحريري الدولي، لا حلّ أمامه سوى الموافقة على هذا الطلب. كما تكشف المعلومات أيضاً، أنّه جرى في السابق التحايل على الأوروبيين من خلال تبديل بيانات بعض الرحلات السورية المقبلة من الشام في الأشهر الفائتة، وذلك من أجل تمرير الخدمات بموجب هذا النظام، إلاّ أن هذه الآلية لم تصمد طويلاً بسبب اكتشاف هذه الحِيَل. فدفعت Amadeus صوب المزيد من التشدّد، من خلال رفضها بشكل قاطع إدراج أي بيانات تخصّ اسم سوريا وطائراتها ضمن برنامجها خوفاً من "قانون قيصر".

وعلى الرغم من أنّ طيران Syrian Air لا يخضع للعقوبات الأميركية على غرار الطيران الإيراني (بخلاف شركة أجنحة الشام للطيران "Cham wings" المدرجة على لوائح العقوبات الأميركية منذ العام 2016) إلا أنّ الغوص في تفاصيل "قيصر" يكشف أنّ القانون قد ترك الباب مفتوحاً أمام أي إدارة أميركية، حالية أم مقبلة، لتفسّره بما يرضي تطلعاتها السياسية. وبالتالي فإنّ القانون يترك الأبواب مشرّعه أمام فرض العقوبات على كل جهة أجنبية تتعاون مع النظام في مجال النفط أو الطيران المدني والعسكري أو الصفقات أو الخدمات... وخلافه.

بحسب "قيصر" فإنّ الرئيس الأميركي يفرض العقوبات ضدّ كلّ شخص أجنبي:

- يوفر عن علم دعماً مالياً أو مادياً أو تقنياً مهماً، أو ينخرط عن علم في صفقة كبيرة مع النظام بما في ذلك أي كيان يملكه أو يسيطر عليه أو شخصية سياسية رفيعة في النظام السوري.

- يبيع أو يقدم سلعاً أو خدمات أو تكنولوجيا أو معلومات أو دعماً مهماً أو أي دعم آخر يسهّل بشكل كبير صيانة أو توسيع الإنتاج المحلي للنظام، للغاز الطبيعي أو البترول أو المنتجات البترولية.

- يبيع أو يقدم عن عمد قطع غيار للطائرات أو قطع الغيار التي تُستخدم لأغراض عسكرية في سوريا لصالح أو نيابة عن النظام لأيّ شخص أجنبي يعمل في منطقة تخضع لسيطرة مباشرة أو غير مباشرة من قبله أو القوات الأجنبية المرتبطة به.

- يوفر عن علم سلعًا أو خدمات هامة مرتبطة بتشغيل الطائرات التي تستخدم لأغراض عسكرية في سوريا لصالح أو نيابة عن النظام لأيّ شخص أجنبي يعمل في منطقة موصوفة في الفقرة الفرعية (إضافة إلى بنود أخرى خارج موضوعنا).

إذاً، الفقرات الثلاث الأولى تكشف أنّ الدعم التكنولوجي والتقني في مجال النفط ومنتجاته وقطع الطائرات التي تخصّ النظام السوري وتقديم الخدمات، تعرّض مسهليها لخطر العقوبات.

معلومات خاصة بـ"أساس" كشفت أنّ تزويد الطائرات بالوقود بشكل عام ينتج عنه إصدار إيصال من نسختين. النسخة الأولى لقبطان الطائرة يسلّمها لشركته عند وصوله إلى بلده، والثانية تبقى مع الشركة النفطية (في لبنان هناك 3 شركات هي توتال وكورال والوردية) وتُدرج ضمن سجلات المحاسبة لديها

وفي هذا الصدد، يقول مدير مركز المشرق للسؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر إنّ التغيير داخل البيت الأبيض يُعدّ "فترة انتقالية" لدى الأطراف كلها. فالأميركي كما الإيراني "يسعيان إلى تحصيل المكاسب والأوراق" وخصوصاً إيران من أجل إيجاد "أمر واقع أو De facto situation لكسب المزيد من النقاط" قبل المفاوضات، وبالتالي "فإذا كان هناك أمراً واقعاً يمكن فرضه من خلال إعادة العلاقة مع النظام السوري أو التطبيع معه، فسيوضع الآن على الطاولة".

أما بالنسبة إلى احتمال فرضع عقوبات على لبنان بموجب "قانون قيصر" بسبب الرحلات السورية، فيدعو نادر إلى التأكّد مما إذا كان بدلات مالية يتلقاها الطيران المدني أو مطار رفيق الحريري الدولي من الطيران السوري لقاء خدمات محدّدة مثل الوقود أو بعض الخدمات. فهذه النقطة في نظر نادر "مهمة لتحديد شكل العلاقة بين الطرفين".

لكن من المعروف أنّ الشركات المولجة بتزويد الطائرات بالوقود ترفض تزويد الطيران السوري به، وهذا ما سبق أن أكده مدير مطار رفيق الحريري الدولي فادي الحسن في حديث مع "الشرق الأوسط" قبل أيام، واعتذر عن عدم الردّ على أسئلة "أساس" بسبب خضوعه للحجر نتيجة إصابته بفيروس كورونا.

معلومات خاصة بـ"أساس" كشفت أنّ تزويد الطائرات بالوقود بشكل عام ينتج عنه إصدار إيصال من نسختين. النسخة الأولى لقبطان الطائرة يسلّمها لشركته عند وصوله إلى بلده، والثانية تبقى مع الشركة النفطية (في لبنان هناك 3 شركات هي توتال وكورال والوردية) وتُدرج ضمن سجلات المحاسبة لديها. وهذا ما منع الشركات الثلاث، بالاتفاق فيما بينها، من تزويد الطائرات السورية والإيرانية بالوقود خوفاً من مخاطر "قيصر". إلاّ أنّ المعلومات تكشف في المقابل عن علاقة مالية بين لبنان وبين الطيران السوري، من نوع آخر. علاقة "غير مثبّتة" بأي مستند!

مصادر في المطار تؤكد أنّ ثمة أموال تُدفع من الطيران السوري لقاء خدمات الـHandling (ولو يدوياً كما يُحكى) وهناك رسوم تسمى Government tax تُدفع للمطار، إضافة إلى رسوم أخرى مثل بدل الإنارة وركن الطائرة تُدفع للطيران المدني. هذه الأموال تُدفع  "كاش" وبموجب إيصالات وهمية (Ad hoc) من خارج نظام الفوترة المعتمد... وهذا كلّه يؤكد أنّ احتمال خضوع المطار ومؤسساته للعقوبات الأميركية أمر وارد في أي لحظة، لكنّه يبقى استنسابياً وورقة بيد الإدارة الأميركية الجديدة.

فالكل ينتظر دخول جو بايدن الأبيت الأبيض ليختبر سلوكه وليُبنى على الشيء مقتضاه... فلننتظر لنرى إلى أين سيقودنا استهتار هذه السلطة!

 

معركة كسر عظم: وثيقة ضد ابتزاز عون وبري محايد

منير الربيع/المدن/18 كانون الثاني/2021

يغيب الرئيس نبيه بري عن المشهد السياسي، فلا يقدم مبادرة لتسوية سياسية جديدة. وهو المعروف برجل المبادرات، يفضل حالياً الوقوف على الحياد، فيما يخوض رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل معركة ضد كل خصومهما.

بري مرغم على الحياد

ولو قدِّر لبرّي اختيار موقعه لوقف جهاراً نهاراً في مواجهة عون وباسيل. لكنه لا يريد أن يكون عامل انقسام جديد، بناءً على حساباته المتعددة: علاقته المعقدة بحزب الله، ودوره كرئيس لمجلس النواب، ورفضه خوض مواجهات سياسية في هذه المرحلة.

ويعلم برّي أن البلد دخل مرحلة كسر عظم سياسي، وليس سهلاً الخروج منها أو تفاديها. فعون وباسيل يريدان تثبيت نفوذهما، وأن يسلّم الجميع بسيطرتهما السياسية والدستورية، وعلى قوى متعددة، مسيحية وإسلامية، ترفض الانكسار أمامهما بأي شكل من الأشكال.

التجربة المرة: عون وابتزاه

وفي الأثناء تحضر في ذاكرة خصوم عون التجربة السياسية المريرة للسنوات الخمس عشرة الماضية. ويستعيدون كيف عرقل الرجل وعطل استحقاقات، ونجح في ابتزاز الجميع بناء على تحالفه مع حزب الله. وكلهم قدموا له التنازلات. لكنهم اليوم يرون أن ذلك لم يعد ممكناً ولا متاحاً. فالبلد بلغ مرحلة خطرة، لم تعد تحتمل تراجعهم وتنازلهم، أو تفادي الانفجار. إنه صراع الخيارات الأخيرة، أو ما تسميه القوى السياسية والطائفية صراع الهويات والوجود. واستبق باسيل هذا الصراع بدعوته إلى تعديل الدستور أو الذهاب إلى نظام جديد. والمرحلة الحالية تشبه كثيراً مرحلة ما قبل التسوية الرئاسية مع عون، الذي أفصح آنذاك عن جملة طروحات من شأنها تغيير جوهر النظام اللبناني: تارة إجراء استفتاء شعبي، وطوراً انتخاب الرئيس من الشعب مباشرة، أو إسقاط المجلس النيابي انتخاب مجلس جديد ينتخب رئيس الجمهورية. إنها الألاعيب العونية على حافة الهاوية التي يجيدها عون وباسيل، لتحقيق ما يريدانه: يصعّدان إلى أقصى الحدود، للحصول على تنازل من الخصوم. وعندما ينتزعان التنازل تلو التنازل يتراجعان ويركنان إلى النظام القائم. وتتجدد لعبة الرجلين حالياً. كل سلاح في معركتهما مباح. فهي حرب شعواء على الخصوم: من إثارة ملفات من الفساد، إلى استحضار شياطين الطائفية والمذهبية. وفي المقابل لا يبدو الخصوم حتى الآن في وارد التراجع أو تقديم التنازل. لكن اللعبة خطرة اليوم، وتفاقم الانهيارات القائمة. وقد تؤدي إلى ما هو اخطر: التوتر في الشارع.

وثيقة وطنية جامعة

وحياد بري لا يخفي وقوفه إلى جانب خصوم عون: الأسبوع الفائت التقى فؤاد السنيورة. ورؤساء الحكومة السابقون اجتمعوا بجنبلاط، فبحثوا في التحضير لوثيقة وطنية جديدة تؤكد الالتزام بالدستور واتفاق الطائف. ويُفترض أن يبادروا إلى تحرك أوسع في اتجاه القوى المسيحية: البطريرك الراعي، حزب القوات اللبنانية، حزب الكتائب، وشخصيات مسيحية مستقلة. وهذا لئلا تأخذ الوثيقة واللقاءات طابعاً طائفياً. فالعنوان الأساسي للوثيقة ينطلق من ما يطرحه البطريرك الماروني بشارة الراعي، الذي يحمل عون مسؤولية التدهور، حسب المعلومات. وهو أبدى استياءً كبيراً من تسريب الفيديو الذي يشتم فيه رئيس الجمهورية رئيسَ الحكومة المكلف. وبعض عناوين الوثيقة تؤكد الحفاظ على المناصفة والتنوع، العيش المشترك، والإستراتيجية الدفاعية، والعلاقات الجيدة مع المجتمعين العربي والدولي. ولا يهدف التحرك إلى إعادة إحياء جبهات تؤسس لانقسام عمودي جديد في البلاد. بل إلى الانطلاق من مرتكزات الحوار الوطني، التي توافق عليها المجتمعون في الحوارات المتعددة التي عقدت منذ العام 2005 إلى اليوم. وبناء على هذه العناوين الجامعة، لا تشكل هذه الحركة استفزازاً لأي طرف. وبما أن هناك من يريد الدخول في مواجهة مع حزب الله، وآخرون يحصرون المواجهة بعون، تحاول الأطراف التي تجتمع أن تقتصر المجابهة على عون - باسيل وحدهما. وهذا لتجنّب أي خطأ سياسي. وتلحظ الوثيقة الملفات التي اتفق عليها، لتفويت أية ذريعة للآخرين الذين يدعون أنهم مستهدفون. وليس بري وحده من يقف على الحياد في معركة كسر العظم هذه. فحزب الله أيضاً يوازن في مواقفه بين رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف. وفي هذه المعركة البلد كله بمؤسساته ومرتكزاته موضوع على المشرحة.

 

نيترات الأمونيوم آخر تعابير «الساحة اللبنانيّة» ونظريّتها

حازم صاغية/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2021

خريطة المشرق العربي اليوم خريطة «ساحات»، حيث أراضي البلدان مجرّد جبهات ومحاور لقوى تتصارع: الساحة اللبنانيّة والساحة السورية والساحة العراقيّة، وغير بعيد عنها هناك الساحة الليبيّة والساحة اليمنيّة... وهي ساحات قد تكون عسكريّة، وقد تكون سياسيّة قابلة في أي لحظة للانقلاب إلى جبهاتٍ عسكريّة. أمّا القوى المتصارعة فيلتقي فيها الإقليمي والدولي مع نزاعات أهليّة باتت أطرافها تملك «سياستها» و«دبلوماسيتها» للعلاقة بالخارج. البلدان إذن مشاعٌ للقضايا وللمصالح، وكلّ جماعة لديها قضيّة تسمّيها مقدّسة تجد خارج الحدود من ينصرها ويستخدمها مدفوعاً بمصالحه. الحدود الدوليّة، والحال هذه، يعاد رسمها بالماء كي يعاد محوها، فيعبرها ويتنقّل بينها قاسم سليماني كأنّه يتنقّل بين غرف بيته، ويتجاوزها «مجاهدو حزب الله» في طريقهم إلى سوريّا وعودتهم منها، كما تقفز فوقها شاحنات التهريب من لبنان إلى سوريّا، ومن العراق إلى إيران...

مثل هذا الوضع الذي نراه ساطعاً في لبنان والعراق، يتّخذ في سوريّا، حيث لا يُحصى للقوى الإقليميّة والدوليّة عدد، شكلاً مستداماً. أمّا الدولة، في الحالات هذه جميعاً، فإمّا طرف مباشر في النزاع (سوريّا) وإما أداة للتوسّط بين القوى المتنازعة (العراق) وإما خليط من الاثنين (لبنان).

لكنْ متى وُلدت «الساحة» ونظريّتها في ربوع المشرق العربيّ؟ نعود إلى لبنان في أواخر الستينات، خصوصاً في 1975، حين نشبت الحرب الأهليّة – الإقليميّة الأمّ. يومذاك بدأ يدرج تعبير «الساحة اللبنانيّة» الذي راح يحلّ محلّ «الوطن» أو «البلد». الصواريخ تنطلق من هذه «الساحة» فيأتي الردّ الإسرائيلي حاملاً للسكّان الموت والتهجير، وفيها تجد النزاعات العربيّة وامتداداتها الإرهابيّة تصريفها. ذاك أنّ «الساحة» هي التي تتيح للقضيّة المقدّسة، وهي هنا مقاتلة إسرائيل، أن تعمل وتزدهر، وهي التي تتيح للأنظمة المجاورة، بذريعة هذه القضيّة، أن تحارب لتوسيع نفوذها. أمّا «الوطن اللبنانيّ»، ووفق ما أشاعه دعاة «الساحة»، فليس سوى الانعزال والتبعيّة للغرب. التوقّف عند حياة سكّانه ومصالحهم وخياراتهم خيانة وعيب.

ولمّا كانت القضيّة المقدّسة تجيز كلّ شيء، وجد أصحابها ما يسعفهم في عدم اتفاق السكّان اللبنانيين على معنى الوطن تبعاً لحداثة نشأته. لكنّ أكثر ما أسعفهم أنّ النظام البعثي في سوريّا كان ضعيف الشرعيّة إلى أبعد الحدود. لقد كان بحاجة دائمة وماسّة إلى إسفنجة تمتصّ تناقضاته الكثيرة. إلى حاجز بينه وبين مشكلاته المتناسلة بلا انقطاع. هكذا تولّى ذاك النظام، قبل حافظ الأسد وخصوصاً بعده، تمرير من يريد أن يقاتل إسرائيل، أو من يقول ذلك، إلى «الساحة اللبنانيّة».

هنا كانت البداية والتأسيس. الأكثر براءة بيننا أطربَهم أنّنا عدنا إلى زمن ما قبل الدول والحدود، حين كان «المجاهدون» يعبرونها كي يقاتلوا. لقد خلطوا شكيب أرسلان وعزّ الدين القسّام وفوزي القاوقجي بتشي غيفارا، وهي الخلطة التي أنجبت في وقت لاحق، وفي المختبر الإيرانيّ، قاسم سليماني. أمّا الأشدّ خبثاً بيننا، أي نظام دمشق، فباركوا أولئك الأبرياء وامتدحوا عروبتهم وربّتوا على أكتافهم ثمّ زوّدوهم بالسلاح اللازم كي يقاتلوا في لبنان ومنه. وهم، باليد الأخرى، كانوا يوطّدون حدودهم وحدود سلطاتهم.

بيد أنّ الساحات ما لبثت أن عمّت. في العراق تُوّجت مغامرات صدّام حسين بحرب 2003 والانفجار المعلن للطائفيّة والتمدّد الإيرانيّ. صندوق باندورا راح يطلق بغزارة الشياطين والشرور التي فيه. في سوريّا تأدّى عن عنف النظام في قمع الثورة السلميّة انهيار البلد وتناثره. في ليبيا واليمن تولّى المهمّة بنشاط وجدارة معمّر القذّافي وعلي عبد الله صالح، كلٌّ بطريقته.

شيوع الساحات والحروب الأهليّة – الإقليميّة شرع يترجم نفسه في وظائف لا تستدعي دوماً جيوشاً ومقاتلين، لكنّها بالضرورة تستدعي مافيات ومهرّبين وعاقدي صفقات محفوفة بالسرّيّة. انفجار مرفأ بيروت الهيولي في 4 أغسطس (آب) هو بالتأكيد أكبر تعابير «الساحة» ونظريّتها في طورها الراهن. أمّا القضيّة فحاضرة، وهي كبح «المؤامرة الإمبرياليّة والتكفيريّة» ضدّ نظام دمشق «الوطني المناهض للإمبرياليّة»، والذي يَعبر مسلّحو «حزب الله» الحدود لدعمه. وهي بالطبع مقدّسة كونها تقصّر الطريق إلى القدس، وأدوات القتل بالبراميل وبغيرها مبرّرة بالتالي.

هكذا أفادنا مركز تسجيل الشركات البريطاني «كومبانيز هاوس»، ونقل عنه تلفزيون «الجديد» اللبنانيّ، أنّ «رجال أعمال سوريين» مقرّبين من الأسد متورّطون في انفجار المرفأ. جورج حسواني وعماد ومدلّل خوري هم، حسب تلك الرواية، نجوم تلك الصفقة: علاقتهم وطيدة بشركة «سافورو» المسجّلة في بريطانيا، والتي اشترت، على ما يبدو، شحنة الأمونيوم. عناوين بعض شركات حسواني والأخوين خوري وعنوان «سافورو» واحد.

الأسماء الثلاثة المذكورة وردت ضمن قائمة العقوبات الأميركيّة، وبعض ما نُسب إليهم «تنسيق مصالح» النظام السوري في قبرص، وشراء النفط من تنظيم «داعش» نيابةً عن النظام إيّاه.

المذكورون هم، في أغلب الظنّ، أعداء شرسون للإمبرياليّة. ومن يدري، فربّما كانت الصلاة في المسجد الأقصى تؤرّقهم هم أيضاً!

إنّ الموت المعمّم، بعد الكذب المعمّم، هو الابن الشرعي لتحويل الأوطان إلى... ساحات.

 

معادلة عون الثابتة: أعطوني الرئاسة وخذوا لبنان

إيلي الحاج /أساس ميديا/الإثنين 18 كانون الثاني 2021

يعتقد بعض السياسيين ممن لا يعرفون الجنرال ميشال عون أنّ الرجل سوف يتنحّى عن رئاسة الجمهورية إذا طلب منه "حزب الله"، أو إذا توسعّت الدعوات الشعبية والسياسية إلى استقالته وشملت أجزاء وازنة من كل الطوائف، مارونياً – مسيحياً وسنياً وشيعياً ودرزياً. وإذا ساءت الأوضاع أكثر، وفق المتوقع في الأشهر المقبلة، وتحقق حديثه عن "جهنم" تنتظر اللبنانيين؟  أصحاب هذا الرأي لا يعرفون على الأرجح معدن الرجل الذي يتحدثون عنه وطريقة تفكيره وردود فعله. أو يعرفون ويتجاهلون. يتعاملون مع المسألة على أساس أنّ هناك منطقاً واحداً لسلوك رئيس الدولة في أي دولة من العالم.

لبنان يختلف والجنرال عون يختلف منطقه عن بقية رؤساء دول العالم. وحتى إذا طلب منه "حزب الله" التنحّي، وهذه فرضية غير واردة لأهمية التحالف بينهما بالنسبة إلى الحزب، فلا يكون الجنرال هو الجنرال في حال تجاوب مع هذا الطلب من دون أن يؤمّن استمراره في القصر الرئاسي من خلال امتداده، الوزير السابق جبران باسيل، ولا أحد غيره. سوى ذلك لن يعدم الجنرال وسيلة لحماية قصر الرئاسة في أسوأ الظروف، وإن اقتضى الأمر تحويله مرّة بيتاً لما تبقى من الشعب كما فعل في 1989 – 1990 عندما شكّل جمهور الحركة العونية درعاً بشرياً للجنرال حتّى الساعات الأخيرة التي سبقت هجوم الجيش السوري عليه ذات 13 تشرين. فلندعُ إلى استقالة "الجنرال" إذاً انسجاماً مع أنفسنا ولأنه يجب أن يستقيل. ولكن من دون أمل حقاً في احتمال أن يستمع ويبدي أدنى اكتراث، حتّى لو سار على رأس المتظاهرين ضده بطريرك الموارنة بذاته

القاعدة أنّ الجنرال عون يحالف ما دام الحلف يخدم أهدافه، بصرف النظر عن هوية الحليف وسياساته وأهدافه، ويتخلّى عن الحلف عندما لا يعود يخدم أهدافه. هكذا فعل مع "حزب الله" وهكذا فعل مع "القوات اللبنانية". عقيدته المصلحة الصرف وصودف أن مصلحته التقت مع "الحزب" ولم تلتقِ مع "القوات" أو مع الرئيس سعد الحريري والفريق الذي يمثّل. عندما تضاربت مصلحته مع مصلحة حزب "القوات"، تركه عون بعدما قام "الحكيم" بما عليه من خلال المساهمة في إيصال الجنرال إلى الرئاسة وفقاً لـ"اتفاق معراب". وهذا كلّ ما أراده عون وباسيل من ذاك الاتفاق. بانتفاء وسائل الضغط والإلزام والتأثير عند سمير جعجع ورفاقه ما كان أسهل على الجنرال من تمزيق الشقّ الآخر من الاتفاق المعرابي الذي نصّ على تقاسم "حصّة المسيحيين" في الدولة بين التيار العوني وحزب جعجع.

انهارت إذاً نظرية "الرئاسة للأقوى في طائفته" التي حملت جعجع على الاعتقاد بأنّه يمكن أن يخلف عون في بعبدا بصفته الأقوى الرقم 2 في طائفته. تقدم جبران باسيل. أما "حزب الله" فعلى النقيض من "القوات"، ممسك بالدولة ولا يضطرّ إلى طلب شيء من رئيس الجمهورية وفريقه. يعرفون واجباتهم والمطلوب منهم، لا سيما في مجال تغطية سلاح الحزب التابع لإيران داخلياً وعربياً ودولياً، في مقابل الدعم الذي قدمه لإيصال الجنرال إلى بعبدا وحمايته لاحقاً على طريقة "خدمة صيانة ما بعد البيع".

زمن رئاسة أمين الجميّل رفع شعار "أعطوني السلام وخذوا ما يُدهش العالم". الرئيس رفيق الحريري قدّم ما يُدهش العالم بإعمار بيوت ولبنان رغم أّنه لم ينل سوى سلام زائف ومنقوص. عاد الجنرال عون إلى قصر بعبدا تحت شعار "أعطوني الرئاسة وخذوا ما تريدون". أخذ "حزب الله" لبنان وشعبه إلى الهاوية.

على الرغم من قتامة الصورة لا عون يخطر بباله الفكاك عن الحزب المسلّح ولا الحزب المسلّح يخطر بباله الفكاك عن عون. هذه هي القاعدة الثابتة في لبنان والباقي كله متحوّل. وعلى خطى عون ومثاله أثبت باسيل أنه إذا خُيّر بين العالم بأكمله وبين "حزب الله" فإنه يختار الحزب. يعرف أنّ العالم لن ينفعه في شيء إذا خسر رضا الحزب عنه. الاحتمال الوحيد الذي يمكن أن يحمل حماه على التفكير بالتخلي عن الرئاسة هو تطوّر صحي، كلّ إنسان معرّض له، خصوصاً في زمن الكورونا. عند ذلك سيكون على اللبنانيين التكيّف مع فكرة رئاسة جبران باسيل للجمهورية، حتّى لو شتمه مئات الآلاف في الشوارع والساحات. سيرفع قائد "الحزب الحاكم" أصبعه وهو يقول لرؤساء الكتل والأحزاب والنواب: تريدون رئيساً؟ اذهبوا إلى البرلمان وانتخبوا جبران.

كلّ ما سبق ليس دعوة إلى عدم المطالبة باستقالة عون أو تنحيته. فهذه اللافتة الوحيدة المحتملة لجمع شتات القوى السياسية والشعبية على امتداد الأراضي اللبنانية وفي الخارج. أقلية فقط ستبقى تجرؤ على الدعوة إلى التصدّى لأصل المشكلة: سيطرة "حزب الله" شبه الكاملة بسلاحه وعقيدته وثقافته على الدولة اللبنانية. فلندعُ إلى استقالة "الجنرال" إذاً انسجاماً مع أنفسنا ولأنّه يجب أن يستقيل. ولكن من دون أمل حقاً في احتمال أن يستمع ويبدي أدنى اكتراث، حتّى لو سار على رأس المتظاهرين ضده بطريرك الموارنة بذاته. نتحدث عن ميشال عون يا سادة. "الجنرال".

 

حكومة جديدة أو الارتطام الكبير؟

رضوان السيد/أساس ميديا/الإثنين 18 كانون الثاني 2021

لا يشكّل السخط المستمر والمتصاعد على الطبقة السياسية، أو على ما صار يُسمَّى الدولة أو النظام السياسي، حلاً أو سعياً للحلّ من أي نوع. السبب الرئيسي للسخط اليوم حالة العجز أمام انتشار الوباء، والقصور المتزايد في مواجهته. لكن قبل تفاقُم الوباء كان هناك السخط الذي يبلغ حدَّ الجنون من الانهيار الاقتصادي، وتردّي نظام المعيشة، واحتجاز البنوك أموالَ المودعين، والارتفاع الذي لا يتوقف لسعر الدولار تجاه الليرة، والذي يكاد يبلغ هذه الأيام نسبة ستة أضعاف (من 1500 إلى تسعة آلاف ليرة للدولار الواحد). وقبل ذلك وبعده الفساد المُريع والمستمر من سنواتٍ وسنوات، والذي بلغ ذروته في عهد الرئيس عون.

الكلّ يشكون من الفساد، لكنَّ الإجراءات القليلة التي اتّخذت قضائياً أو سياسياً، تبدو بسبب انتقائيتها وضآلتها، وكأنما هي انتقام متبادل بين الأطراف ذاتها. ولا أدلَّ على ذلك من كارثة المرفأ، التي انفجرت وفجّرت بيروت  قبل ستة أشهر. وقد أُوقف بضعة أفراد، واستُدعي آخرون، وأفظع التُهم الموجّهة إلى الجميع أمران: الإهمال، وعدم مُراعاة مهامّ ومسؤوليات الموظف العام من جانب كل الأطراف التي لها علاقة بالمرفأ أو مسؤوليات فيه. أما مَنْ  جلب نترات الأمونيوم إلى المرفأ عام 2013، ومن خزّنها طوال هذه الحقبة في العنبر رقم 12، ثم من فجرها أو فجّر ما تبقى منها في 4 آب عام 2020، فكلُّ ذلك ما يزال غامضاً. اتهم كثيرون حزب الله بالاستقدام والتخزين والإخراج. ثم قبل أيام بدأ الحديث عن أنّ النظام السوري هو الذي استوردها، ورجالاته هم الذين أخرجوا ثلثيها. لكن ما هي سلطة النظام السوري على المرفأ، وكيف أخرج ثلثيها، ثم من ارتأى تفجير الثلث الباقي، ولماذا؟

المعارضون الحقيقيون من السياسيين والمثقفين وسائر المهتمين بالشأن العام والذين يحسبون أنفسهم على الثورة، هؤلاء جميعاً انقسموا إلى فريقين: فريق يرى المخرج في الانتخابات المبكرة، وفريق أصغر عدداً يرى المخرج في استقالة  أو إقالة رئيس الجمهورية

لماذا هذا التطويل في الحديث عن جريمة المرفأ الهائلة؟ فقط لضرب المَثَل، وإلاّ فإنّ الفَشَل الفظيع والمتراكم يمكن أن يجد له المرء عشرات الأمثلة الأُخرى  التي تدلُّ على أنّ هذا العهد هو بالفعل اسوأ العهود التي مرّت على هذه البلاد، ومن النفايات إلى الكهرباء، وإلى السدود، وإلى الهروب من السياسة المالية الصلبة إلى "الهيكلة" الاحتيالية، وإلى التدمير المتعمد للسياسة الخارجية للبلاد، والسماح بل والتهليل لاستباحة سلاح الحزب للبنان وانطلاقاً منه لسورية والعراق واليمن.. إلخ... فإلى إضعاف القضاء وتعطيله، وإفساد الوظيفة العامة وإدارة الدولة في سائر المرافق.

وهكذا فالمسؤولية شاملة وإن تفاوتت درجاتها. ولها جانبان: جانب المشاركة بحماسة من جانب معظم أطراف صفقة العام 2016، وجانب السلْب، أي السكوت خوفاً أو طمعاً أو سوء تقدير، أو الأمور الثلاثة معاً.

ما هو المخرج من هذا الواقع الذي صار أسطورياً لتعاظم أهواله؟

ثوّار 17 تشرين 2019 قالوا "كلن يعني كلن". وهم تحدثوا بالطبع عن "الطبقة السياسية". لكنّها في الواقع ليست طبقةً لا بالمفهوم الماركسي، ولا بالمفهوم الرأسمالي. ذلك أنّ الثورة، والتهدُّد بالمحاسبة والمحاكمة وحتى التدمير، إن لم يكن من جانب اللبنانيين فمن جانب المجتمع الدولي، كلُّ ذلك لم يدفعهم إلى التضامن والتآمر على الشعب كما يقال، ولا لإجراء مراجعة وعرض حل أو حلول يستعيدون بها بعض الثقة. كلُّ ما في الأمر أن كلاً منهم تمسك بموقعه، وراح يحاول إزاحة المسؤولية عن ظهره. ما سكت أحدٌ أو خجل. فحتى جبران باسيل في كلامه الأخير قال إنّ قرشاً واحداً لم يجر هدره في الكهرباء. والوزيرعلي حسن خليل عندما عُيِّر ببعض الأمور، ردَّ بذكر حقائب الفلوس التي كانت تمشي باتجاه القصر. ولهذا هو صحيحٌ وصْف هؤلاء المتعاطين للشأن العام بأنهم مافيا. إنما لا أمل في المراقبة فضلاً عن المحاسبة.

مرةً أُخرى: ما هو المخرج من هذا الوضع؟

المعارضون الحقيقيون من السياسيين والمثقفين وسائر المهتمين بالشأن العام والذين يحسبون أنفسهم على الثورة، هؤلاء جميعاً انقسموا إلى فريقين: فريق يرى المخرج في الانتخابات المبكرة، وفريق أصغر عدداً يرى المخرج في استقالة  أو إقالة رئيس الجمهورية. ولا بد أن نذكر هنا فريقاً ثالثاً، إذا صحَّ التعبير، ليس من المعارضين ولا يريد أن يُحسب عليهم، وهؤلاء منهم من يريد تعديل الدستور أو تغييره، ومنهم مَنْ يئس من النظام اللبناني ويدعو للفيدرالية. ولا داعي للدخول في مناقشة هذه الدعوات ليس لأنني ضدَّها وحسْب، بل ولأنها تتطلب توافقاً وطنياً كبيراً لا يمكن الوصول إليه في هذه الظروف. وهذا فضلاً على أنّ الأزمة ليست دستورية، ولا طائفية، بل المشكلة هي في سوء إدارة الشأن العام، لا أكثر ولا أقلّ. والمسؤولون عن سوء الإدارة والفساد معروفون. 

أسهل الحلول والمخارج تكون بإرغام الرئيس على الموافقة لقيام حكومة صالحة وقادرة. ويتبين من كلام باسيل وعون عن الرئيس المكلّف أنّ الأمر عسير جداً. ولذلك قلت إنّه ينبغي إرغامه. وهذا أمرٌ ممكنٌ من جانب جبهة المعارضة التي تتعاظم وتدعو للحلين السابقين. فالضغط بمطلبٍ واحد هو قيام حكومة يمثل طموح الجميع ولا انقسام عليه

فلنعدْ إلى فريقي المعارضة، ولنبدأْ بدُعاة الانتخابات المبكّرة، لأنهم الأكثر عدداً وعُدّة. الدعوة لانتخابات مبكرة تتطلب في حالة الإصرار على السلم وقواعد النظام أن تدعو إليها الحكومة، ويوافق عليها مجلس النواب. والحكومة غير موجودة، ومجلس النواب بأكثريته الحالية لن يوافق عليها حتّى لو نادته الحكومة لذلك. ينبغي إذن أن تُرغم عليها الثورة بالتظاهر المستمر والغلاّب بحيث لا يستطيع المجلس أن يجتمع لا في ساحة النجمة ولا في اليونيسكو. وقد تضاءلت فعاليات الثورة، وهي في عزّها ما استطاعت غير إقناع سعد الحريري بالاستقالة. وإلى ذلك ليس هناك اتفاقٌ على قانون الانتخابات الحالي. فالثنائي الشيعي أو الرئيس بري  على الأقل يريد تغييره، وكذلك سعد الحريري الذي وافق عليه من قبل ما عاد كذلك، كما صرَّح مراراً. لكن لو تحقّقت كل المتطلبات: كيف ستحصل على الأكثرية المعارضة التي من الصعب جداً أن "تتحالف" أطرافها. حتّى تتشكل حكومةٌ منتخبةٌ من هذه الأكثرية، توقف الانهيار، وتحقّق الإصلاحات وتستعيد المؤسسات التي صدَّعها هذا العهد الميمون؟ إذا تحققت كل الشروط فلن يحدث ذلك في أقلّ من عام، فهل يبقى هناك "شيء" من هذه الدولة بعد عامٍ من الصراعات على إجراء الانتخابات؟

في عزّ الثورة كنتُ آمُلُ أن تدفع ثلث أعضاء المجلس القائم على الاستقالة، لكنّ ذوي الحساسية والاستنارة ما زادوا على الثمانية من 128. وهكذا فإنّ الانتخابات المبكّرة هي في أقلّ الأوصاف اللائقة بها: طبخة بحص، ما دمنا قد تجاوزْنا من زمان" اللحظة العراقية" حيث أرغم الثائرون بسائر أنحاء العراق المافيا الحاكمة هناك أن توافق على إجراء انتخابات مبكرة، وقد عادت المافيا العراقية الآن للتشكيك في موعدها أو مواعيدها.

فلنذهب إلى مطلب الفريق الآخر من المعارضين: استقالة رئيس الجمهورية. وأنا أقول الاستقالة وليس الإقالة، لأنّ الإقالة تتطلب موافقة ثلثي أعضاء مجلس النواب. ومن أين سنأتي بذلك؟ أنا لا أشكّ في أنّ الرئيس يستحقّ الإقالة، ولعشرين سبب وسبب، ليس أقلّها أهوال مخالفاته للدستور والتي ما تزال تحصل كل يومٍ تقريباً. الدعوة لانتخابات مبكرة تتطلب في حالة الإصرار على السلم وقواعد النظام أن تدعو إليها الحكومة، ويوافق عليها مجلس النواب. والحكومة غير موجودة، ومجلس النواب بأكثريته الحالية لن يوافق عليها حتّى لو نادته الحكومة لذلك

فلنعُدْ إلى الاستقالة. فمنذ عامٍ ونيف يطالب الدكتور فارس سعيد رئيس الجمهورية بالاستقالة بسبب كل المصائب التي تسبب بها مباشرةً أو بالتبع. ولو لم يكن  منها غير إطلاق يد الحزب وجبران باسيل وجريصاتي في كل شيء. وقد ازدادت أعداد الأفراد والجهات المطالبة بذلك، وبين المسيحيين، وإنما أكثر بين المسلمين. لكنّ الجهات الكبرى والفاعلة عند المسيحيين بالذات، وهي معدودة، ما وصلت إلى حدٍ ضاغطٍ بالفعل على  الرجل. ثم هل نسيتم من هو الجنرال؟ لقد شنَّ حربين بل حروباً ليمنع إنهاء الحرب الأهلية قبل ترئيسه، وتسبّب في خُلُوّ منصب الرئاسة لحوالى الثلاث سنوات، وتعطيل الحكومات لحوالي الأربع سنوات، لكي يصل للرئاسة. ولا يظنّنّ أحدٌ أن البطريركية المارونية يمكن لها تحريكه بهذا الاتجاه بسهولة. فعندما اختلف مع البطريرك الراحل صفير، ذهب إلى قرية معاد بشمال سورية، مسقط رأس مار مارون، لينشئ كنيسةً مارونيةً جديدةً، من أجل الرئاسة. وقبل هذا كلّه وبعده ليس الضغوط بهذا الاتجاه هو مزاج البطريرك الراعي. وسأجرّب المستحيل وأقول: قد يفعلها الجنرال ويستقيل: كيف سننتخب رئيساً جديداً؟ وفي أي مدةٍ وأمد؟ ولماذا ينتخب مجلس النواب المسيطَر عليه رئيساً أفضل أو أكثر استقلالاً ونزاهة وحرصاً على الدستور؟

إنّ الذي أراه أنّ أسهل الحلول والمخارج تكون بإرغام الرئيس على الموافقة لقيام حكومة صالحة وقادرة. ويتبين من كلام باسيل وعون عن الرئيس المكلّف أنّ الأمر عسير جداً. ولذلك قلت إنّه ينبغي إرغامه. وهذا أمرٌ ممكنٌ من جانب جبهة المعارضة التي تتعاظم وتدعو للحلين السابقين. فالضغط بمطلبٍ واحد هو قيام حكومة يمثل طموح الجميع ولا انقسام عليه. وعندما يطلب الجميع من الرئيس ومنهم كل الكبار السياسيين والدينيين ووراءهم كل الناس، وربما يضغط أيضاً الدوليون الذين يشترطون ذلك لمساعدة لبنان، فلا أحسب أنّ الرئيس الذي يتعرض في هذه الحالة لانجرافات باتجاه الإقالة أو الإزالة بحكم تعطيله لمصالح العباد والبلاد وتعمده الإصرار على الانهيار، لا أحسبه إلاّ موافقاً مُرغماً على إصدار مراسيم الحكومة الجديدة أو يسقط عهده فعلاً وليس شكلاً.

 يا جماعة، أيها المسيحيون: إذا كان الرئيس لا يملك صلاحيات بحسب الدستور، كما يزعم، وهو يستطيع "إنجاز" كل هذا الدمار مع الطفل المعجزة، فهذا أمرٌ عجب!

بدلاً من الحلول والمخارج الصعبة والطويلة الأمد، والتي لم تعد البلاد قادرةً على الصبر عليها، هناك إذن الحلُّ الأسهل: الضغط الديني والسياسي والشعبي من أجل قيام حكومة، وليس أي حكومة. حكومة تلتزم مبادئ المباردة الفرنسية، وحظي رئيسها بتكليف مجلس النواب في الاستشارات الملزمة.

ولستُ على وهمٍ بأنّ حكومة سعد الحريري الرابعة أو الخامسة ستكون لديها قدرات عجائبية. لكنّ البلاد في قاع الانهيار، وبدلاً من استمرار الحصار بين الحكومة المستقيلة ومجلس الدفاع الأعلى، من الضروري من أجل الحياة والعيش الوطنيين أن تكون لدينا حكومةٌ مسؤولةٌ. فالحكومة هي السلطة التنفيذية كما في سائر دول العالم. وهي السلطة الدستورية الوحيدة في لبنان التي تتّسم بالمرونة، ويمكن مراقبتها ومحاسبتها ومعارضتها وإقالتها بخلاف السلطتين الأُخريين. لهذه الأسباب كلّها: لا بد من حكومةٍ يُرغم الجنرال على إصدار مراسيمها أو  ينتهي اللبنانيون ولا يبقى غير المعصوم، والمهضوم والمظلوم... ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

لبنان والحل الأخير!

حسين شبكشي/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2021

كنت في حديث جانبي مع صديق مهتم ومطّلع على الشأن اللبناني، وتبادلنا أطراف الحديث في الجوانب التقليدية للسياسة اللبنانية. وهو حديث قديم متجدد بنفس الهواجس والتحديات والهموم.

حكومة غير قابلة للتشكيل. هموم طائفية. تدخلات خارجية. انهيار العملة الوطنية. نزوح وهجرة جماعية إلى خارج لبنان... العناوين نفسها تتكرر مجدداً، ولكنْ هناك شيء مختلف هذه المرة أو على الأقل، هذا ما وصل إليّ من صديقي وحديثه الجدّي الذي يأتي بنبرات صوت لا تخفيها علامات القلق فيه. يخشى الرجل مع التدهور غير المسبوق في الأوضاع الاقتصادية، وبالتالي الأوضاع المعيشية والانقسام السياسي العميق جداً والحاد جداً، وانهيار المنظومة الصحية وعدم قدرتها على التعامل مع تداعيات تفشي جائحة «كوفيد - 19» وفقدان الدولة قدرتها على تطبيق الإجراءات الصحية بشكل فعّال أو حتى توزيع الهبات والمنح والعطايا الصحية المقدمة من الدول الصديقة، والتي بقيت ملقاة على أرض المدينة الرياضية في العاصمة بيروت معرّضة للتلف والسرقة، ومع ورود أنباء متكررة ومتزايدة عن ورود كميات وُصفت بالهائلة والكبيرة من السلاح إلى مناطق مختلفة في لبنان (وهذا غير مستغرب بعد ثبوت تهريب آلاف الأطنان من المواد الكيميائية المختلفة، والتي تسبب بعضها في حصول انفجار مرفأ بيروت المشؤوم في الرابع من شهر أغسطس «آب» الماضي) ويشير تكديس السلاح المتزايد إلى استشعار الفرقاء في لبنان أن الإشكال بين الفرقاء في لبنان قد وصل إلى طريق مسدود، ما دام فريق واحد يستفرد بالقرار ويهيمن على السلاح. ومما زاد حالة الإحباط الواسعة في أوساط الشارع اللبناني، الفشل الذريع الذي لحق بالمبادرة الفرنسية، والتي تصدى لها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شخصياً، وقرب تنصيب الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن رئيساً جديداً للولايات المتحدة، وحتمية انشغاله الشديد بقضاياه الداخلية المتأزمة، وبالتالي لن يكون لبنان وهواجسه على دائرة الرادار الأميركي في القريب المنظور.

تنهّد صديقي بصوت ملؤه الحسرة والهموم، وأكمل بقوله على ما يبدو أن المشهد اللبناني القادم والصادم سيكون عنوانه «التقسيم الفيدرالي». وعلى ما يبدو أننا مقدمون على النموذج الكوري في لبنان. نصف البلاد مغيَّب خلف شعارات وخطب زعيمه «الملهم»، والمعلقة كلماته وصوره في كل مكان، حسن نصر الله، متقمصاً الزعيم «الملهم» كيم جونغ أون، المنشغل بالاستعراضات العسكرية والخطب الملهمة. كلٌّ يغنّي على «مقاومته»: النصف الثاني منشغل بالحياة والعلم والتواصل والخدمات. النصف الأول مشغول بالموت ومغيَّب، والنصف الثاني معنيٌّ بالحياة والبهجة. الحياة أصبحت مستحيلة بينهما.

هناك لبنانان تم تكوينهما. لبنان الذي كان رمزاً للبهجة وأيقونة الحياة أصبح حزيناً لا يفرح إلا بالموتى ويقدّس طريق الموت. شيء ما تغير. أكمل صديقي حديثه بألم وحسرة وقال: «أعرف لبنان جيداً، هناك شرخ عميق في وجدان البلد؛ فريق يريد لبنان سيداً وحراً، وفريق آخر يجاهر بكل فخر بتبعيته لبلد آخر بشكل فج ومقزز. جرَّب لبنان تقسيم عاصمة البلاد بيروت بين شقيها الشرقي والغربي، ولكن اليوم هناك تحدٍّ من نوع جديد يوجه البلاد هي الجاهزية والاستعداد لفصل البلاد بعضها عن بعض حتى يكون لكل فريق حرية اختيار الطريق الذي يراه مناسباً. كل الذي تبقى هو تدشين مطار رينيه معوض بشكل رسمي بالشمال، ورسم الحدود الداخلية بين شقّي البلاد بجنوبه وشماله». قلت لصديقي: «ولكنّ هذا سيناريو مرعب»، التفت إليّ والدموع في عيونه وقال: «لن يكون لبنان أفضل حالاً من العراق وكردستان أو أفضل حالاً من السودان وجنوبه أو حتى من الصومال وشماله». ختم الرجل حديثه بجملة وقعت ثقيلة على السمع عندما قال: «عندما تعجز الشعوب والقيادات عن تحمل المسؤولية بجدارة وحكمة، لا يبقى هناك سوى الحل الأخير». قلت له: «وماذا عن طائر الفينيق الذي يحيا مجدداً برماده بعد حرقه المؤلم كل مرة؟»، أدار ظهره لي وهو يشيح بيده قائلاً: «سيكتشف الناس هذه المرة أنه مجرد أسطورة». أصابني الحديث بغصّة كبيرة وحرقة حقيقية على بلد أحبه الكثيرون، ولكنه ضاع وضيّعه أهله. لا أعلم أي كلمات كان سيقولها اليوم ابن بشري، جبران خليل جبران، لو طُلب منه وصف حال بلاده مجدداً... حتماً كان سيكرر العبارة الخالدة: «لبناني ليس كلبنانكم».

 

البطيخ والطاعون

سمير عطا الله/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2021

يروي الدكتور طه حسين في «خواطر سائح» أنه كان مبحراً ذات عام مع عائلته إلى مرسيليا. ومضت الباخرة في طقس هادئ وهواء مريح حتى بلوغ المياه الفرنسية: «وما هي إلا ساعات حتى كان اضطراب البحر قد انتهى إلى أقصاه، وحتى كان الناس لا يكاد يسمع بعضهم بعضاً إذا تحدث بعضهم إلى بعض. فالموج مصطخب والريح تعصف عصفاً، والسفينة لا تتمايل، وإنما يتقاذفها الموج. وقضينا الليل في هذا الهول، وأصبحنا وقد أشرفنا على الساحل الفرنسي؛ بل بلغناه، فهذه أبنية مرسيليا يراها الناس ويشيرون إليها». إلا أن فرحة الوصول لم تدم طويلاً. ويحكي «العميد» بأسلوبه الجزل وطريقته في التشويق، أن السفينة سوف تُمنع من الرسو في الميناء؛ لأن أحد ركابها مصاب بالطاعون. ويصف الراكب بأنه مسافر مصري أصابه في بداية الرحلة حر شديد: «فما هي إلا أن رأى بطيخ مصر، فاندفع إليه اندفاعاً وأكل بطيخة بأسرها، ثم كأن البطيخة لم تنقع غُلَّته، فعمد إلى ماء مثلج فشرب منه ما أَذن الله له أن يشرب، ولم تَكَد السفينة تتجاوز مصر...» حتى بدت على صاحبنا أعراض كثيرة يسميها «العميد» باسمها الطبي، وأنا أعفي جنابكم منها، وعلى أي حال فإن الراكب المذكور كان يُقيم مع ركاب الدرجة الرابعة في أسفل السفينة. ولما عاينه طبيب الباخرة طلب نقله إلى مقصورة في الدرجة الأولى، فطاب لصاحبنا المقام، وما عاد يريد لنفسه شفاء، كما لم يعد لدى الطبيب المبالغ في الحرص شك في أن مريضه مطعون، ولذلك أبرق إلى مديرية الميناء ينذرهم بأن السفينة موبوءة وكذلك ركابها. وفي النهاية، سُمح للركاب بالنزول في اتجاه محجر صحي قريب، بينما أُبقي الملاحون جميعاً على ظهر السفينة. وبعد أيام قليلة تكفل الدكتور طه حسين بأن يشرح لعمدة المدينة أن المسألة كلها لا تتعدى مسألة ظمأ شديد، وكثير من البطيخ المصري اللذيذ، وفوقه أكوام من الثلج. يقارن «العميد» بين ردة فعل الفرنسيين حول حماية الناس وبين موقف العرب وإهمالهم في مثل هذه الحالات. ويقول: «أرأيت إلى مئات من المسافرين يضطربون ويحزنون يوماً كاملاً؟ أرأيت إلى مصلحة الصحة في مرسيليا تضطرب وتعنى هذه العناية وتتكلف هذه النفقات؟ أرأيت إلى مئات من العُمد في قرى فرنسا يضطربون ويشفقون من الطاعون أن يصيب قراهم؟ كل ذلك لأن رجلاً ظمئَ فأكل بطيخة وشرب أقداحاً من الماء المثلج».

لا يكف «العميد» عن السخرية من ذلك الحادث ومن حكاية البطيخ قائلاً: «إني لأفكر في أمر هذه البطيخة التي استتبعت ما استتبعت من الأحداث، فلا أضحك ولا أمزح، وكثيراً ما ضحكت ومزحت حين كنت أفكر في أمرها. ولا أضحك الآن ولا أفرح، وإنما أفكر في هذا الأمر مع حزن شديد؛ لأني أرى أن الحياة كلها تجري على نحو ما جرى أمر هذه البطيخة». يبقى - ما دُمنا في رحلات «العميد» ما بين اللغة والبحار - أن نشير إلى أنه لم يكن يستخدم كلمة المسافرين أو الركاب، مصراً في لغته الخاصة وصحيحه الموثوق على القول: جاء «السفر»، وذهب «السفر»، ونزل «السفر» إلى البر. وبعضهم كان فيه أثر من البطيخ.

 

أميركا: أمام عقلاء الجمهوريين فرصة لإنقاذ حزبهم

إياد أبو شقرا/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2021

من المفارقات أن يصبح عديد القوات المسلحة المنشورة في العاصمة الأميركية واشنطن هذه الأيام أكبر من العدد المتبقي للقوات الأميركية في أفغانستان (2500 عسكري فقط)، إلا أن هذا هو الواقع المؤلم وسط العد التنازلي ليوم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن. هذه صورة لعالم يتغيّر بسرعة أمامنا، وعلينا أن نقرأ متغيراته بعناية، فلا نتعجّل ولا نكابر ولا نتجاهل. العالم يتغير. والمفاهيم والتحديات والقناعات تتغير معه. وهذا ما تعلّمته من مدرسة الحياة... أعظم معاهد السياسة. عندما جئت إلى بريطانيا قبل أكثر من 4 عقود عايشت أول تداول للسلطة في بلد ديمقراطي غربي. فعندما وصلت إلى لندن في خريف 1978 كان في السلطة حزب العمال، ويترأس حكومته جيمس كالاهان، ويتولى وزارة المالية فيه السياسي الفذ دينيس هيلي... أحد شخصين تصدق فيهما مقولة «أفضل رئيس حكومة حُرمت بريطانيا منه» إلى جانب القيادي المحافظ الشهير ريتشارد بتلر.

الرجلان، كل على طريقته وبمزاياه، كانا أكبر من منصب رئيس الوزراء، وربما لهذا السبب بالذات أحجم زملاؤهما عن دعمهما لتولي المنصب، مع أنهما نجحا في كل المناصب الوزارية الرفيعة التي شغلاها. وهيلي، في تلك الأثناء، كان مالئ الدنيا وشاغل الناس في ظروف اقتصادية صعبة، ولكن عطّلت خبرته وقدرته على المناورة حقيقتان:

- الأولى، إحكام الجناح اليساري قبضته على قيادات الحزب المحلية والنقابات العملية وتهميشه كبار الحزبيين المعتدلين «البراغماتيين» ومحاصرتهم.

- والثانية، صعود التيار اليميني الشعبوي المتشدد داخل حزب المحافظين بقيادة مارغريت ثاتشر و«راعيها» السير كيث جوزيف، وفتحه معارك شعبوية فعالة ضد تعنّت نقابات العمال وغوغائيتها وتجاوزاتها، بما في ذلك رفضها تقبّل التكنولوجيا الحديثة، وقلة اكتراثها بما تتسبب فيه من تعطيل وإضرابات لأتفه الأسباب أحياناً.

ثم، كأن هذين السببين غير كافيين، كانت حقبة «الحرب الباردة» تقترب من مفصل تاريخي، تبنّى فيها اليسار البريطاني «مثالية» نزع السلاح أحادياً في وجه الاتحاد السوفياتي. وهكذا أتاح لليمين المحافظ المجال لاتهامه بالاستعداد للاستسلام أمام الشيوعية... وهذا، بينما كان اليمين الجمهوري الأميركي تحت قيادة رونالد ريغان يتهم، بدوره، الرئيس الديمقراطي «المثالي» جيمي كارتر بالضعف والتردد أمام موسكو.

خلال 3 أشهر ونيف في نهاية 1978، بين أكتوبر (تشرين الأول) 1978 والأسبوع الأول من 1979 عشت في بريطانيا ما عُرف بـ«شتاء الاستياء». لكنني ما كنت أتصوّر أنني كنت أيضاً أعيش بواكير «التحالف الريغاني - الثاتشري» الذي سينهي «الحرب الباردة» ويقضي على الاتحاد السوفياتي، وهذا قبل أن يتولى أي من الزعيمين اليمينيين السلطة. وحقاً، سقطت الحكومة العمالية في الانتخابات العامة خلال ربيع 1979 وتسلمت ثاتشر السلطة، ومن ثم أحدثت خلال 11 سنة متصلة تغييرات راديكالية في السياستين الداخلية والخارجية كادت تغيّر وجه بريطانيا كلياً.

خلال 11 سنة، صار «زعماء» الأمس أشخاصاً عاديين. وهُزم راديكاليو نقابات العمال، ولحق بهم في الانتخابات التالية راديكاليو الحزب الذين تأخروا في فهم المزاج الشعبي وحركة التاريخ وشبكات المصالح. وهنا، أتذكر أنني بعد عودتي للاستقرار في لندن مطلع صيف 1979، كنت ذات يوم أسير في شارع بيكاديللي الشهير، وإذا بي أجد نفسي فجأة أمام دينيس هيلي، ذلك السياسي اللامع الذي كان قبل بضعة أشهر حديث الناس وصاحب القرار، ماشياً من دون حراسة أو مرافقه كأي مواطن عادي في قلب الزحام.

كان درس تداول السلطة أول درس عملي لي مع مؤسسات الديمقراطية الغربية.

وجاء الدرس الثاني عام 1990، مع إصرار مارغريت ثاتشر على سياسات تتماشى مع مفاهيمها المتشددة، وتصوّرها أنها بفضل هالتها التاريخية باتت «تملك» الحزب.

يومذاك، دفع «التشدد اليميني» المحافظ القسط الأول من الفاتورة التي دفعها «التشدد اليساري» العمالي عامي 1979 و1983. إذ استعدى تشدّد ثاتشر - المدعوم بغلاة اليمين من جيل الساسة الشبان - الزعماء التوافقيين العقلاء المتحفّظين عن جموح الخصخصة، والعداء المفتوح لأوروبا، وتعطيل أي تسوية في آيرلندا. وبالنتيجة، فقدت ثقة «المؤسسة» الحزبية التي أسقطتها، واختارت جون ميجر خلفاً لها. وهكذا، كان الدرس البليغ الثاني أن «الدوغماتية» والشعبوية قد تفيدان على المدى القصير، ولكن ينطبق عليهما وصف المتنبي الرائع:

ومَن يجعلِ الضرغامَ للصيدِ بازه تصيّدهُ الضرغامُ في مَن تصيّدا

سياسات التشدد «الدوغماتي» (الديني أو العرقي) والشعبوية المثيرة للغرائز تتغذى من ذاتها، وفي النهاية تستهلك ذاتها. وهذا بالضبط ما شهدناه خلال الأسابيع الأخيرة من إصرار الرئيس دونالد ترمب على رفض الاعتراف بنزاهة الانتخابات الرئاسية، ومضيه قدماً في الاستخفاف بالإعلام ولجان الفرز (حتى في ولايات حكامها جمهوريون) والقضاء والدستور والتكنولوجيا. وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير تشجيعه جماعات غوغائية متطرفة... وتحريضها على الزحف إلى مرجعية سيادة القانون والدستور في الولايات المتحدة. ثم إن الرئيس ترمب واصل هذا النهج رغم تلقيه غير إشارة كان من المفترض أن يتخلى عنه، منها: نزول الولايات التي شكك في نتائجها عند طلبه وقبولها بإعادة فرز الأصوات المشكك فيها. والكلام الحازم لرئيس الأركان المشتركة للقوات المشتركة للقوات المسلحة عندما قال إن العسكريين إنما يؤدون قسم الولاء للدستور. ثم موقف المحكمة العليا على الرغم من وجود غالبية محافظة بين قضاتها... علماً بأن ثلاثة عيّنهم ترمب شخصياً. بل، حتى بعض مؤسسات الإعلام اليمينية المؤيدة لترمب خفّفت من اتهاماتها بالتزوير عندما لوّحت أمامها إحدى شركات الفرز بالملاحقة القضائية بتهمة الكذب والافتراء. غير أن وصول الأمور إلى مفصل تدنيس مقر البرلمان (في الحالة الأميركية، مبنى الكابيتول) مسألة استثنائية في تاريخ أي دولة تعتز بنظامها الديمقراطي، فكيف إذا حصل هذا بتحريض من رئيس البلاد، والمؤتمن الأول على دستورها؟ لهذا السبب، تغيّرت المواقف العلنية لعدد لا بأس به من الساسة الجمهوريين، على الرغم من تهديدات الغوغاء المسلحين لهم ولعائلاتهم. ولكن مع أن ثمة مبرّرات قانونية للمضي قدماً في معاقبة ترمب، فإن للسياسة اعتبارات أكثر واقعية ومرونة، وقد تنطوي على مصلحة أكبر حتى لأولئك الساعين إلى الانتقام. إن الانتقام الحقيقي والفعّال من ظاهرة استغلال الغوغاء هذه المرة، هو في أن يتعلم الجمهوريون الأميركيون أنفسهم من هذا الدرس، فيبادروا إلى إنقاذ حزبهم وتصفية «جيوب» التطرف بداخله، قبل فوات الأوان.

 

إيران ومعاداة العالم

د. جبريل العبيدي/الشرق الأوسط/17 كانون الثاني/2021

النظام الإيراني واستعداء العالم، معادلة ليس بالسهولة تفكيك شفرتها، إلا من خلال دراسة سنين من السلوك الإيراني، منذ ما عرف بالثورة الخمينية عام 1979، وكيف استخدمت إيران مفهوم «تصدير الثورة» إلى خارج إيران، وهذا لا يمكن أن يتمَّ من دون تحالفات مع جماعات خارج إيران، واستخدامها بعد تمويلها وتدريبها. فهذا مايك بومبيو يقول: «إنَّ إيران هي (المقرّ الرئيسي الجديد) للقاعدة، وإنَّ إيران لديها علاقات قوية مع (القاعدة) منذ 3 عقود، وإنَّ كثيراً من منفذي هجمات 11 سبتمبر (أيلول) سافروا إلى إيران، وإيران ساعدت (القاعدة) لتنفيذ هجمات سبتمبر»، وهو الأمر الذي أكده معاون السلطة القضائية الإيرانية محمد جواد لاريجاني، حين قال: «إيران سهلت مرور عناصر (القاعدة) الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر 2001»، بينما جواد ظريف المفصوم عن الواقع والمنكر له كعادته قال: «إن مزاعم بومبيو عن علاقة إيران بالقاعدة (خيالية)، وترويج أكاذيب»، بينما قادة «الحرس الثوري» يقولون: «تعاونّا مع (القاعدة)، ودرّبنا عناصرها». افتضاح علاقة إيران بـ«القاعدة» جاء بعد مقتل الرجل الثاني في «تنظيم القاعدة»، عبد الله أحمد عبد الله، المعروف أيضاً بأبو محمد المصري، على أراضيها، حيث قال بومبيو: «أؤكد لأول مرة أنَّه كان يعيش في إيران». تصريحات بومبيو جاءت ضمن سياسة التوجيه للساكن الجديد للبيت البيضاوي، إلا أنَّها كشفت حقائق كانت لزمنٍ تتجاهلها الإدارة الأميركية، ولا تعلن عنها ضمن صفقات سياسية مع إيران، لكن اليوم كُشف عنها بوضوح في أجواء قدوم الرئيس الجديد، جو بايدن، ما سيضعه أمام مسؤولياته في مواجهة هذ الخطر.

والواقعية السياسية تؤكد أنَّ علاقة إيران بـ«القاعدة» كانت مكشوفة للأميركيين استخباراتياً حتى من قبل الحصول على «وثائق أبوت أباد»، التي حصلت عليها القوات الأميركية بعد مقتل زعيم «تنظيم القاعدة»، وما المجاهرة بها الآن إلا لخصومة سياسية بين الجمهوريين المغادرين للسلطة التنفيذية والديمقراطيين القادمين.

النظام الإيراني قام لسنوات بإيواء عناصر «القاعدة» وقيادات بارزة، مثل سيف العدل، وعطية عبد الرحمن، وأبو محمود المصري، أبي أرملة حمزة بن لادن، ومصعب الزرقاوي، إلا أن الأخير تمرد على النظام الإيراني بمجرد فراره إلى العراق، بسبب حالة التمرد وطموح الزعامة المتجسد في عقلية الزرقاوي، والتي رفضت الانصياع لتعليمات قادة «الحرس الثوري» الإيراني.

النظام الإيراني استخدم عناصر «القاعدة» وخاصة القيادية منها في الحرب بالوكالة مع الولايات المتحدة؛ حيث قامت الاستخبارات الإيرانية بتزويد عملاء «القاعدة» بتأشيرات سفر، وسلاح، ومال، لتنفيذ هجمات بالوكالة، رغم الاختلاف المذهبي لدرجة تكفير كلا الطرفين، بعضهم بعضاً في أدبياتهم، إلا أن النظام الإيراني استطاع توظيف عناصر «القاعدة» لديه واستغلالهم ضمن شراكة تحقق للطرفين ضرب أهداف مشتركة العداء بين الطرفين، ولعل كشف صحيفة إحدى الصحف الأميركية عن العلاقة بين الظواهري ووزير المخابرات الإيراني في حينه وحيدي، تؤكد حجم التعاون بين التنظيم التكفيري والنظام الإيراني على مستوى السلطة الرسمية في الجمهورية الإسلامية في إيران. النظام الإيراني سهّل حركة «عناصر القاعدة» ومكّنهم من التواصل مع الخارج، وسهّل الحركة في الداخل لهم، ما مكنهم من التحرك بحرية مكّنتهم من تنفيذ كثير من الهجمات في الخارج الإيراني، ومما يؤكد وجود العلاقة والتعاون هو أن «تنظيم القاعدة» المعروف بالتشدد ضد المذهب الإيراني لم يشن أي هجمات ضد عناصر «الحرس الثوري» الإيراني أو في الداخل الإيراني، و«تنظيم داعش» هو الآخر لم يشن أي هجوم ضد الداخل الإيراني، ما يؤكد وجود تفاهمات وتعاون بين النظام الإيراني والتنظيمين الإرهابيين.

النظام الإيراني مارس العبث، واستخدام الجماعات الإرهابية، ووظّفها لصالح مشروعه التوسعي في المنطقة، وضرب مصالح معارضيه، ونشر الفوضى. معاداة العالم هو ما جناه النظام الإيراني من سياسات دعم الجماعات الإرهابية والتعاون معها، بدلاً من أن تكون إيران بلداً يساهم في الاستقرار العالمي، وأصبحت بسبب نظام المرشد بلداً مصدراً للإرهاب والفوضى.

 

تفاصيل المؤتمرات والندوات والبيانات والمقابلات والمناسبات الخاصة والردود وغيرها

مكتب الحريري نفى علاقته بما نشر في واشنطن: نأسف لتحميل اسم الرئيس الشهيد أية إساءة للمملكة وقيادتها

وطنية - الأحد 17 كانون الثاني 2021

صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس سعد الحريري البيان التالي: "تداولت مواقع إعلامية مقالا للسيدين مايكل ايزنر وجاك ستيل (Michael Eisner & Jack Steele) نشره مركز رفيق الحريري ومبادرات الشرق الأوسط في واشنطن، يتعرض فيه للمملكة العربية السعودية وقيادتها. يؤكد المكتب الإعلامي أن لا علاقة للرئيس سعد الحريري بالمركز، وهو يأسف شديد الأسف تحميل اسم الرئيس الشهيد أية إساءة للمملكة وقيادتها، وقد تسلمنا منه أمانة الوفاء للمملكة وشعبها وتاريخنا مشهود في هذا المجال لن تشوهه الافتراءات".

 

الراعي تمنى على رئيس الجمهورية دعوة الحريري الى لقاء مصالحة

وطنية/الأحد 17 كانون الثاني 2021

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطارنة: حنا علوان، بولس الصياح وبيتر كرم، القيم البطريركي العام الاب جان مارون قويق، بمشاركة عدد من المطارنة والكهنة. بعد الانجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة بعنوان: "يا معلم، اين تقيم؟ - تعاليا وانظرا"، قال فيها: "1. عندما سمع تلميذا يوحنا، شهادته عن يسوع غداة اعتماده، بوحي من الروح القدس، انه "حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم"، تبعا يسوع. ولما رآهما، أدرك ما في قلبيهما من شوق لمعرفته، فسألهما: ماذا تريدان؟". وكان جوابهما النابع من هذا الشوق:"يا

"يا معلم، اين تقيم؟ - تعاليا وانظرا" (يو 1: 38-39)

1. عندما سمع تلميذا يوحنا، شهادته عن يسوع غداة اعتماده، بوحي من الروح القدس، انه "حمل الله الذي يحمل خطيئة العالم"، تبعا يسوع. ولما رآهما، أدرك ما في قلبيهما من شوق لمعرفته، فسألهما: ماذا تريدان؟". وكان جوابهما النابع من هذا الشوق:"يا معلم، اين تقيم؟" فأجابهما: "تعاليا وانظرا" (يو 1: 38-39).

نصلّي كي يولد في قلوبنا هذا التوق لمعرفة يسوع، وللتتلمذ له. مدرسته هي اولاً واساسًا شخصه، ثم تعليمه. فاذا عرفناه شخصيًا احببناه، واحببنا تعليمه وتشوّقنا لمعرفته،  كما يعلمنا اياه في الانجيل وتُعلمه الكنيسة.

2. يسعدنا ان نحتفل بهذه الليتورجيا الالهية، وأن نحيّي كل الذين يشاركوننا فيها روحيًا عبر محطات التواصل : تلي لوميار – نورسات و Charity TV  والفيسبوك وسواها، بسبب حالة الطوارىء الصحية المفروضة من جرّاء جائحة كورونا. فنصلّي معًا من اجل شفاء المصابين بهذا الوباء وإبادته، والراحة الابدية لضحاياه وعزاء عائلاتهم.  واذ تحتفل الكنيسة بعيد القديس انطونيوس الكبير، أبي الرهبان نوجّه التهنئة لراهبانياتنا المارونية بالعيد وبتجديد النذور الرهبانية، سائلين لها دوام التقدم والازدهار مع تقديس اعضائها.

3.الرحلة مع الرب يسوع تبدأ من السماع عنه ،كما جرى مع تلميذي يوحنا المعمدان  لما شهد على مسمعهما ان يسوع هو "حمل الله". فتبعاه، وكان الحوار وكان الاكتشاف. لقد دخلا في صميم العلاقة معه حتى عرفاه بكامل حقيقته. اكتشفا انه المسيح المنتظر، كما اعلن اندراوس، احد التلميذين، لاخيه سمعان. ولما اتى هذا بشوق الى يسوع، قرأ الرب ما في قلبه من حبّ وتوق لمعرفته، فبادره بالقول:" انت سمعان بن يونا، ستدعى الصخرة أي بطرس" (يو 1: 42). وهكذا جرى للقديس انطونيوس، فهو ذات يوم سمع كلام الانجيل :" من أراد ان بكون كاملًا فليترك كل شيء ويتبعني". سقطت الكلمة في قلبه وغيّرت مجرى حياته وصار ابَ الرهبان جميعًا.

واذا اكملنا قراءة نصّ الانجيل، نرى ان يسوع دعا فيليبس لاتباعه، فدخل هذا في مدرسة يسوع التي هي شخصه، به نؤمن، واياه نحب. ثم نصغي لتعليمه نورًا وهداية.

وفيليبس بدوره التقى نثنائيل، فنقل اليه الخبر السّار: " يا نثنائيل، ان الذي كتب عنه موسى والانبياء قد وجدناه، وهو يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة" (يو 1 : 45).

4. من هذه الاختبارات يتّضح لنا اننا اذا قبلنا الكلمة التي نسمعها عن حقيقة يسوع المسيح، ايًا يكن مصدرها، وحفظناها في قلوبنا " كحبة قمح تُزرع في الارض" (لو 8:8) او "كخميرة تُطمر في العجين" (متى 33:13)، أدخلتنا في شركة حياة وصداقة معه، وفي مسيرة حياتية تتجدد وتنمو من خلال اكتشاف وجهه يومًا بعد يوم. ان الذين التقوا يسوع، بشوق قلب، وهم: اندراوس ويوحنا التلميذ الآخر، وسمعان بطرس، وفيليبس ونثنائيل، تبدّلت حياتهم واصبحوا من الرُسل الاثني عشر، اعمدة الكنيسة. وهذه دعوة ورسالة لم تكونا من ضمن مشاريعهم البشرية، ولا من ضمن احلامهم.

 اجل، عن نفسه يتكلم الربّ يسوع عندما يقول :" يشبه ملكوت السماوات " كنزًا مخفيًا في حقل وجده رجل ومن فرحه مضى وباع كل شيء واشترى ذلك الحقل" (متى 44:13)، و"جوهرة ثمينة رآها تاجر فباع كل ما له واشتراها" (متى 46:13). يسوع بالنسبة الى كل انسان، هو هذا "الكنز"، وهذه "الجوهرة الثمينة". في سبيل اقتنائهما نضحّي بكل شيء.

 5. يسوع المسيح يصوّب تفكير كل شخص بشري ومنطقه ومسلكه ونظرته الى الحياة، لانه "النور الذي ينير كل انسان آتٍ الى العالم" (يو 1: 4-9). من لا يتبعه يهيم في الظلام، ظلام الانانية والكبرياء، ظلام السيطرة والنفوذ، ظلام الاستبداد، ظلام المصلحة الخاصة والحسابات الشخصية.

 ان اول ما يحتاج اليه كل مسؤول ولا سيما السياسيون هو هذا النور الالهي، لكي يخرجوا من تعثّراتهم، وتحجّر مواقفهم الذي يجعلهم أسراها. ينبغي ان يعرفوا ان لبنان، كما يصفه القديس البابا يوحنا بولس الثاني "قيمة حضارية ثمينة"، و"يشكّل ارثًا للبشرية، كونه مهد ثقافة عريقة واحدى منارات البحر الابيض المتوسط" كما يستهل الارشاد الرسولي: رجاء جديد للبنان. فعلى ارضه تلاقي الاديان وحوار الحضارات، وعيش المسيحيين والمسلمين معًا بالمساواة، وهو مصدر استقرار لبناء مجتمع اخوّة وسلام (راجع: شرعة العمل السياسي بكركي 5 آذار 2009، ص 27).

لبنان هذه الجوهرة الثمينة بات في حالة تقويض لم نكن ننتظرها  في مناسبة الاحتفال بمئويته الاولى: تأليف الحكومة معطّل، القضاء فريسة التدخل السياسي والمذهبي، الاقتصاد مشلول في كل قطاعاته ، نصف مدينة بيروت مهدّم، سكانه منكوبون، اهالي الضحايا مهمَلون، نصف الشعب اللبناني في حالة فقر. ان الباب المؤدّي الى طريق الحلّ لكل هذه الامور هو تشكيل حكومة انقاذ مؤلفة من نخب لبنانيّةِ، شخصيات نَجحَت وتفوقّت في لبنان والعالم، وتَتوقُ إلى خدمةِ الوطن بكل تجرّد، وتحملِ مسؤوليّة الإنقاذ وترشيدِ الحوكمة. فالمطلوب من رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف ان يقدّما للشعبِ أفضلَ هذه الشخصيّات، لا من يَتمتّع فقط بالولاءِ للحزبِ أو بالخضوعِ للزعيم. لبنان يزخر بشخصيات تعطي اللبنانيين والعالم صورة وطنهم الحقيقية.

 6.من هذا المنطلق، سعيت شخصيًا بحكم المسؤولية الى تحريك تأليف الحكومة من أجل مصلحة لبنان وكل اللبنانيين. فلقي كثيرون في هذه المساعي بارقة أمل. وكون الدستور يُحدّد بوضوح دور كلٍّ من رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، تمنّيت عليهما أن يعقدا لقاء مصالحة شخصية تعيد الثقة بينهما، فيُباشرا الى غربلة الاسماء المطروحة واستكشاف اسماء جديدة وجديرة، واضعين نصب اعينهما فقط المصلحة العامة وخلاص لبنان، ومتجاوزين المصالح الآنية والمستقبلية، الشخصية والفئوية.

 وفي هذه الحالة نتمنى على فخامة رئيس الجمهورية اخذ المبادرة بدعوة دولة الرئيس المكلّف الى عقد هذا اللقاء. فالوقت لا يرحم، وحالة البلاد والشعب المأساوية لا تبرّر على الاطلاق أي تأخير في تشكيل الحكومة.

 7. الدستور والميثاق الوطني المجدَّد في اتفاق الطائف، ثلاثة توجب على السلطة السياسية التقيّد بنصوصها وبروحها، واستكمال تطبيقها، وتصويب ما اعوج منها في الممارسة، وتعزيز استقلالية القضاء كسلطة رابعة مستقلة، وحماية مؤسسة الجيش في كرامتها وهيبتها وكامل حقوقها. ان كرامة اللبنانيين من كرامة الجيش، والثقة بالقضاء هي الثقة بلبنان. اذا كانت لنا دولة تضع القانون فوق الجميع، وتحافظ على فصل الدين عن الدولة، ولا يستغل فيها السياسيون الطائفة والمذهب لاغراضهم السياسية، واذا كانت لنا حكومةٌ ولاءُ وزرائها للبنان فقط دون سواه، عندها نستطيع القول: ان فجرًا جديدًا اطلّ على لبنان، ولا حاجة لدعوة الى تغيير النظام، بل للتقيّد به.

 8. بايمان ورجاء نكل الى عناية الله وطننا وشعبنا، راجين العودة الى العيش في حياة مخلصة مع المسيح الرب، والاستنارة بكلامه الحي، هاتفين مع صاحب المزامير :"كلمتك مصباح لخطايَ ونورٌ لسبيلي" (مز 119).

للثالوث القدوس، الآب والابن والروح القدس، كل مجد وتسبيح، الآن والى الابد. آمين.

#البطريركية_المارونية #البطريرك_الراعي #شركة_ومحبة #حياد_لبنان #لبنان_الكبير #الراعي

 

خلفيات الحملة الاعلامية ضد حزب الله

قناة العالم/17 كانون الثاني/2021

يسلط برنامج "استوديو بيروت"، الضوء على الحملة الإعلامية الشعواء المتعددة الاتجاهات على حزب الله، ودوره المقاوم ومحاولات لضرب صورة الحزب في الشارع اللبناني واتهامات مباشرة حيناً ومضللة حينا آخر لتحميله المسؤولية في كل الازمات الواقعة على لبنان واللبنانيين، تبدأ باتهامه بالتسبب بالازمات المالية والاقتصادية ولا تنتنهي باتهامه بحماية الفساد، والوقوقف وراء انفجار المرفأ. ونتناول في برنامج "استوديو بيروت "، موضوع الحملة عى حزب الله، والتي هي ليست الحملة الإعلامية الاولى التي تشن على المقاومة، فبعض الاعلام العربي امتهن التصويب والفبركة، لتشويه صورة المقاومة منذ العام 2000، حين دحر الاحتلال الاسرائيلي من جنوب لبنان مهزوما ذليلاً، لاول مرة في تاريخة من مقاومة عربية اصيلة. كما يجري البحث في البرنامج عن أحداث ما بعد انتصار تموز عام 2006، حين علت صور قائد المقاومة الميادين العربية وارتفعت راياتها فوق كل منبر حر، وكان جفري فيلتمان، قال امام الكونغرس الامريكي عام 2010:"انفقنا 500 مليون دولار لتشويه صورة حزب الله والتخفيف من جاذبيته"، وكذلك فعل ديفيد هيل في جلسة مجلس الشيوخ الامريكي في ايلول / سبتمبر عام 2020 ولكن هذه المرة 10 مليارات دولار لمنظمات المجتمع المدني. ويتطرق البرنامج الى تفسير حملات التضليل الاعلامي التي تغزو الشاشات العربية وبعض الشاشات اللبنانية، وما المطلوب من حزب الله، وما الهدف من الفبركات الاعلامية ضده، وهل ينجح اليوم مخطط اضعاف حزب الله وتشويه صورته حيث أخفق سابقا في الاروقة السياسية الامريكية؟ ونتناول في برنامج "استوديو بيروت "، موضوع الحملة على حزب الله الغير جديدة، واعتياد المقاومة على تلك الحملات الاعلامية من تضليل والفبركة ضده من قبل شاشات عربية ولبنانية وتفسير هذا التصعيد الاعلامي على حزب الله من قبل بعض القنوات والمنابر التي تسعى لاتهامه بشتى الاتهامات.أكد ضيف البرنامج الكاتب السياسي قاسم قصير من بيروت، ان الحملة بدأت منذ العام 2000 واستخدم مع الحزم اسلوبين والاسلوب الاول هو اسلوب الاغراء في أن الامريكيين والقوى الغربية مستعدة ان تعطي حزب الله أي شيء، من أجل التخلي عن سلاحه ووقف المقاومة او أن نعود الى اسلوب التصعيد والحملات. ولمناقشة موضوع الحلقة من برنامج "استوديو بيروت" نستضيف :- الكاتب السياسي قاسم قصير .في أسفل رابط المقابلة

https://www.alalamtv.net/news/5390191/%D8%AE%D9%84%D9%81%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%B6%D8%AF-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87

 

/New A/E LCCC Postings for todayجديد موقعي الألكتروني ليومي 17-18 كانون الثاني/2021

رابط الموقع
http://eliasbejjaninews.com

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

#LCCC_English_News_Bulletin

 

 

الياس بجاني/فيديو ونص عربي-إنكليزي: لا حل لكارثة الاحتلال الإيراني للبنان دون تدخل عسكري مباشر بإشراف مجلس الأمن الدولي

الياس بجاني/16 كانون الثاني/2021

Elias Bejjani/Video-Text A/E: No Solution In Lebanon Without A UN Military Intervention

Elias Bejjani/January 16/2021

http://eliasbejjaninews.com/archives/94971/%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%81%d9%8a%d8%af%d9%8a%d9%88-%d9%88%d9%86%d8%b5-%d8%b9%d8%b1%d8%a8%d9%8a-%d8%a5%d9%86%d9%83%d9%84%d9%8a%d8%b2%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%ad/

 

Elias Bejjani/Video-Text A/E: No Solution In Lebanon Without A UN Military Intervention

Elias Bejjani/January 16/2021

الياس بجاني/لا حل لكارثة الإحتلال الإيراني للبنان دون تدخل عسكري مبإشر بإشراف مجلس الأمن الدولي

http://eliasbejjaninews.com/archives/94966/elias-bejjani-no-solution-in-lebanon-without-a-un-military-intervention-%d8%a7%d9%84%d9%8a%d8%a7%d8%b3-%d8%a8%d8%ac%d8%a7%d9%86%d9%8a-%d9%84%d8%a7-%d8%ad%d9%84-%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%b1%d8%ab%d8%a9/

 

 

LCCC English News Bulletin For Lebanese & Global News/January 17/2021

#LCCC_English_News_Bulletin

http://eliasbejjaninews.com/archives/95044/lccc-english-news-bulletin-for-lebanese-global-news-january-17-2021/

 

نشرة أخبار المنسقية العامة للمؤسسات اللبنانية الكندية باللغة العربية ليوم 17 كانون الثاني/2021

#نشرة_أخبار_المنسقية_العربية

http://eliasbejjaninews.com/archives/95051/%d9%86%d8%b4%d8%b1%d8%a9-%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%85%d9%86%d8%b3%d9%82%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%85%d8%a4%d8%b3%d8%b3%d8%a7%d8%aa-947/